من علامات الحب

الحُبّ أحد المشاعر والعواطف الإنسانيّة التي ميز الله تعالى بها الإنسان عن سائر المخلوقات؛ فنحن بني آدم من لدينا هذه العاطفة الجياشة، والحُب لا يتوقف عند صورةٍ واحدةٍ كما يعتقد البعض تتجسّد في حُب المحبوب والهيام به، بل هُناك علاقاتٌ سامية أخرى للحُبّ كحُب الله تعالى، وحُب رسوله، وحُبّ الوالديْن، وحُبّ العائلة، وحُبّ الوطن، وغيرها الكثير من أشكال الحُبّ.

ولقد جاء ذِكر هذه الغريزة الفِطريّة في القرآن الكريم في أكثر من موضع، قال تعالى: ( قدْ شَغَفَهَا حُبًّا).

الحُبّ شيء خارج عن إرادة الإنسان؛ فالقلوب بين يديّ الله يُقلبها كيف يشاء؛ فلا يملك أحد سلطانًا على قلبه متى يُحِبّ، وكيف يُحِب؛ فلا يُسأل الوالدان لماذا يُحبّان أبناءهما؟

الحُبّ رِزقٌ من الله تعالى كسائر أنواع الرِّزق يعطيه الله لمن يريد من عباده؛ فقد قال النّبي ّصلى الله عليه وسلم في حقّ زوجته السَّيدة خديجة رضي الله عنها: "لقد رُزِقتُ حُبَّها" لكن للحُبِّ علاماتٌ يُستدُّل بها عليه ومنها:

• كثرة التَّفكير والانشغال بمن تُحبّ، واعتبار ذلك التَّفكير من لحظات السَّعادة لديك والإخلاص للمحبوب.
• الرَّغبة المُلحّة في رؤية المحبوب في كلِّ حينٍ حتّى لو صُدفةً أو في المنام.
• المقدرة العالية على الانتباه لأدقّ التفاصيل في ملامح المحبوب وشخصيته وطريقة كلامه وأسلوبه، ومحاولة تقليده ومحاكاته فيما يفعل.
• المقدرة على استرجاع كافّة التَّفاصيل البسيطة والهامشيّة التي حدثت بينك وبين المحبوب مِرارًا وتِكرارًا من دون مللٍ حتّى لو انقضت على هذه الذِّكريات والمواقف أسابيع وشهور وربما سنوات.
• الانشغال بأمر المحبوب واعتقاد أنّ هناك خَطبًا ألمَّ به إذا ما تَغَيَّب عن الحضور أو الاتصال.
• الحرص الدَّائم على الظُّهور بالمظهر المناسب والهِندام الجيد، والتَّصرف بالطَّريقة التي تنال رِضا وإعجاب المحبوب.
• الشُّعور بالضَّجر والملل ولو كنت مُحاطًا بعشرات الأشخاص ما لم يكن أحدهم؛ في حين وجوده بجوارك يغنيك عن العشرات جميعًا.
• بدء البحث عن طرق كسب محبة المحبوب واهتمامه وإعجابه ورضاه.
• الابتسامة الدَّائمة والسَّعادة الغامرة التي تبدو آثارها على ملامح وقسمات الوجه، والإقبال على الحياة والنّاس بوُّدٍ وحُبٍّ كبيريْن.
• الاعتقاد بامتلاك المحبوب كافّة صفات الكمال في الأخلاق والجمال والذَّوق الرَّفيع والسُّلوك والطِّباع؛ فعينك لن تُريك إلا كلّ جميلٍ.
• الابتعاد عن الأصدقاء والأهل والانطواء على ذاتك مُعيدًا مواقف وذكرياتٍ مع من تُحبّ.
• الميل للتَّخطيط بالمستقبل، والحياة القادمة؛ فتجعل لهذا الشَّخص مكانًا في خُططك ومستقبلك.
• الرَّغبة في سماع صوت من تُحبّ حتّى لو كرر أحاديث سمعتها منه لعدّة مراتٍ.