يعد كتاب الصواعق المحرقة من المراجع الهامة التي ترد بالبيِّنات الواضحات، والأدلة والبراهين على أهل الزيغ والضلال من أصحاب الأهواء وتبَّاع الهوى، الذين وقعوا في الطعن بخير الناس بعد الرسل والأنبياء، وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لعن من سبَّهم، فقد بين هذا الكتاب بالأدلة القطعية الثبوت والقطعية الدلالة منزلة وفضل الصحابة والخلفاء الراشدين، وأحقيتهم بالخلافة لترتيب فضلهم ومكانتهم، كما بين طَْعن وهمز ولمز الشيعة الاثني عشرية الذين اتَّخذوا من موالاة أهل البيت غطاء يتسترون به للطعن بالخلفاء الراشدين وباقي الصحابة، فهم يُكفِّرون جُلَّ الصحابة، ويكيدون العداء لأهل السنة لموالاتهم لهم وترضيهم عنهم، كما بيَّن الكتاب منزلة الصحابيين الجليلين في الإسلام: معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، رضي الله عنهما، حيث وضع التأويل السليم من غير فهم سقيم للفتنة التي حدثت بين أصحاب رسول الله عليه السلام.
ترجمة مؤلف الصواعقهو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي، الشافعي المذهب، الأشعري العقيدة، الصوفي المنهج، ولد في التاسع من بعد التسع مائة هجرية في مصر، وعاش ما يقارب الأربعة والستين عاماً، وتوفي في مكة ودفن فيها.
برع في مجالات العلم الشرعي المتعددة، فبرع بالتفسير، والحديث، كما أهتم بالفلسفة وعلم الكلام، وعلوم اللغة كالنحو والصرف...، حتى كان له من إجازات العلماء الكثير، فقد سطع نجمه في الأزهر الشريف ومكة المكرمة، فمن مشايخه: الشيخ السنباطي، وأبو الحسن البكري، والشهاب بن الصائغ، والشهاب بن النجار الحنبلي، والأمين الغفاري...
عرف الهيتمي بمؤلفاته الكثيرة والفذة ذات الاطلاع الواسع، حيث عرف له من الشروحات العلمية الكثير ، ومن أهمها: شرح كتاب المنهاج، وشرح الأربعين النووية، وشرح بعض مختصرات الفقه مثل: مختصر الروض، ومختصر أبي الحسن البكري، وله من كتب الوعظ والإرشاد مثل: نصيحة الملوك، الزواجر عن اقتراف الكبائر، كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع، كما له من كتب النحو مثل: شرح لأجزاء من ألفية ابن مالك...
كما لا يخفى من تاريخ العلماء وقوعهم في الزلات، فقد أُخِذَ عليه عفا الله عنه العديد منها، حيث إنّه أثنى في كثير من المقالات ودافع عن أئمة الزندقة والضلال أمثال ابن عربي، ولتجويزه التوسُّل بالأنبياء وآل بيت النبي عليه السلام، وتأويله للعديد من الصفات، وتعدِّيهِ على عدد من العلماء بطريقة شنيعة جداً: مثل ابن القيم، وابن تيمية، وادعاءه بأنّ منهج السلف في العقيدة هو منهج المجسِّمة والمشبِّهة.
المقالات المتعلقة بمن صاحب كتاب الصواعق المحرقة