غزوة تبوك أو غزوة العُسرة حدثت في رجب من العام التاسع للهجرة، وذلك بعد العودة من حصار الطائف بنحو ستة أشهر، أي قبل حجة الوداع، وتُعتبر غزوة تبوك آخر غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد كانت أسباب تلك الغزوة أنّ الروم رغبوا في إنهاء القوة الإسلامية التي أخذت تهدّدهم في المنطقة، وقد كان عدد جيوش الروم أربعين ألف مقاتل، قابلها ثلاثون ألفاً من الجيش الإسلامي، وانتهت المعركة بلا قتال نظراً للتغييرات العسكرية التي حصلت؛ فلقد تخلّى حلفاء الروم عنهم، وتحالفوا مع العرب باعتبارهم القوّة الأولى في المنطقة، وبذلك تكون الغزوة قد حقّقت هدفها بالرغم من عدم الاشتباك الحربي مع الروم الذين آثروا الفرار شمالاً، وهم بذلك أخلوا مواقعهم للدولة الإسلاميّة، حيث لبث المسلمون عشرين ليلةً في تبوك دون أن يتقدّم للمواجهة أحدٌ من الروم.
مُجهزو لجيش العسرةعزم الرسول على قتال الروم في زمانٍ عانى الناس فيه من عُسرة الحال وضيقه، وشدّة الحر، وجدب الأرض، وكان عليه الصلاة والسلام قد حضّ على الصدقات بهدف تجهيز الجيش للجهاد في سبيل الله، فتجهز جيش العسرة على النحو التالي:
أخذ المنافقون في تثبيط الناس عن الخروج للمعركة بادعائهم أنّ الجو حار جداً، فأنزل الله فيهم: (قَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ)[التوبة:81] ولقد كان الرسول قد عذر المرضى في عدم الخروج للقتال، ولقد تخلّف من المؤمنين دونما عذرٍ ثلاثةٌ من الصحابة، هم: مرارة بن الربيع، وكعب بن مالك، وهلال بن أُميّة، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بمقاطعتهم خمسين يوماً حتى تاب الله عليهم بعد ذلك.
الأحكام المُستنبطة من غزوة تبوكالمقالات المتعلقة بمن الذى جهز جيش العسرة