الرزق إنّ الرزق بيد الله، يوزّّعه على خلقه كما يشاء، والحصول عليه هو مطلب كل إنسان، وهو لا يقتصر على الجانب الماديّ، فالرزق يشمل الكثير من النعم الأخرى مثل الصحّة، والرضى، والذريّة، وحتّى المحبّة لقوله صلّى الله عليه وسلّم عن زوجته خديجة (إني رزقت حبّها)، وقد دلّنها الله على الأسباب التي يوسّع بها الرزق في آيات القرآن الكريم، وهي:
أسباب الرزق - تقوى الله: فقد وعد الله من يخشاه من عباده بأن يرزقه من حيث لا يخطر على باله ولا يأمل منه، ويجعل له من كل ضيق مخرج، ويشمل ذلك ضيق الدنيا والآخرة، وبالتالي على الإنسان اجتناب المعاصي والذوب.
- كثرة الاستغفار والتوبة عند اقتراف الذنوب: قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً). (10-12: سورة نوح)، ولذلك يجب على الإنسان أن يكثر من الاستغفار في ليله ونهاره، والمسارعة إلى التوبة عند الوقوع في الخطأ.
- التوكل على الله: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً، وتروح بطاناً) رواه أحمد. فالله يملك كل شيء، وبيده مفاتيح السماء والأرض، ومن بتوكل عليه كان حسبه، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميّة التفريق بين التّوكّل والتواكل، فالله سبحانه وتعالى أمر بالاتّكال عليه بعد الأخذ بالأسباب، أي أنّ على الإنسان السعي في طلب الرزق، والقيام بمقدماته ومسبّباته، وهي التعلم، والتدرب، وتطوير المهارات، والبحث عن عمل، وبعد ذلك يتوكّل على الله، ومع ذلك يقسّم العلماء الرزق لنوعين، فهناك رزق تتعب فيه وتطلبه، ورزق لا تتعب فيه كالأموال التي يحصل عليها الإنسان من الميراث.
- الحج والعمرة: فهما تنفيان الفقر.
- صلة الرحم: أشار الرسول صلّى الله عليه وسلم إلى أنّ صلة الرحم توسّع الرزق، وتدفع الشر عن الإنسان، لذلك على الإنسان أن يصل رحمه لما له من فوائد عديدة عليه وعلى الآخرين، من سعة الرزق، والمحبّة والمودة بين الأقارب، ورضى الله عزّ وجلّ، وتشير الأحاديث إلى أنّ صلة الرحم معلقة بعرش الرحمان، تصل من وصلها، وتقطع من قطعها
- الانفاق في سبيل الله: الأصل في المال في الإسلام هو أنّه لله عزّ وجلّ، وقد أمر أنّ يكون للمساكين والمحتاجين جزءاً منه، ووعد من ينفقونه كما أمر بأن يبدلهم خيراً منه، بأن يضاعفه لهم في الدنيا، ولهم أضعاف الأجر في الآخرة أيضاً، وكذلك الإحسان إلى المحتاجين بالعون المعنوي، أو تقديم العون لهم في أي أمر من أمور الحياة، ولو صغر.
- شكر الله على نعمه: ينبغي على المسلم حمد الله على واسع نعمه، ومن يشكر الله كان حقاً على الله زيادته في النعم.
- الزواج: جعل الله الزواج من أسباب الرزق، وقد روي عن عمر بن الخطاب حثّه على الزواج طلباً للرزق استناداً إلى قوله تعالى: (إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ).
- العبادة: من أشغل نفسه بعبادة الله رزقه الله، ومن انصرف عن عبادته، أشغله الله، ومنع رزقه، كما ويجب اللجوء إلى الله بالدعاء والتذلل وطلب الرزق، الإلحاح في ذلك.