علم اللغة يُعرَّف علم اللغة بأنّه بحثٌ في اللغة على نحوٍ علميّ، من دراسة لحياة تلك اللغة، والبحوث المتعلّقة بنشأتها الأولى، والأخرى المتعلّقة بتطوّرها وتحوّلها، ودراسة الأصوات التي تتكوّنُ منها، والبحث في معاني الكلمات التي تضمنها، والقواعد المتصلة باشتقاق أصواتها، وما إلى ذلك من الأمور اللغوية المرتبطة بها؛ لذلك يوجدُ بعض المناهج التي على الباحث اللغويّ أن يتبعها عند دراسته لأيّ لغة من اللغات الإنسانية، حيثُ سنتعرّفُ عليها فيما بعد وبالتفصيل.
مناهج البحث في اللغة - المنهج الوصفيّ: وهو الذي يقومُ على أساسِ دراسة أصوات لغة أو لهجة معيّنة خلال فترة زمنيّة محدّدة، فهو لا يتخطّى مرحلة الوصف لها من جميع النواحي المرتبطة بها من ألفاظ، وبُنية، ومقاطع، وتراكيب، ودلالات، ومستويات صوتيّة، وذلك من خلال تسجيل الأصوات وتحليلها على الشكل الذي تبدو عليه دونَ الاعتماد على تأويلات، أو تخمينات، أو افتراضات، بمعنى أنّ هذا المنهج يبحثُ عن الحقيقة في ذاتِها لا يتعدّاها، وخير مثال عليه هو علم التجويد.
- المنهج التاريخيّ: وهو الذي يدرسُ اللغة دراسةً طوليّة، ومن مرحلة إلى مرحلة، بمعنى أنه يتتبع الظاهرة اللغويّة في عصورٍ مختلفة، وأماكن متنوّعة لمعرفة ما أصابها من تغيير في مسارها والوقوف على سرّ هذا التحول والتغيُّر، والقوانين التي تحكمت فيه، ولكن هذا التتبع فيه من الصعوبة الكثير لأن الوقوف على أدقّ التفاصيل أمرٌ مستحيل، فمثلاً يمكن وصف التطوّر الذي طرأ على اللغة العربية ووصولها على ماهي عليه الآن من لهجاتٍ مختلفة، ولكن التعرّف على أدقّ الأسباب والأمور المتعلقة بذلك يعتبرُ صعباً؛ لذلك فالمنهج التاريخيّ هو تتبع لأيّ ظاهرة لُغويّة عبر العصور المختلفة بوجود الوثائق والنصوص اللغويّة المكتوبة.
- المنهج المقارن: وهذا المنهج امتداد للمنهج التاريخيّ، حيثُ يتناول في دراساته الحقائق الصوتيّة بعضها ببعض في لغة واحدة، من خلال مقارنة أصواتها من فترة زمنيّة معيّنة إلى أخرى، أو في لغتيْن أو أكثر من اللغات القريبة من بعضها البعض بالمقارنة بين أصواتِها كدراسة اللغات الأوروبيّة التي تضمّ الرومانية، والجرمانيّة، والكلتية، والسلافية، ولكن بالرغم من اهتمام المنهج المقارن بالدراسة التاريخية للغة إلاّ أنه لا يؤتي ثماره إلاّ في اتجاهٍ عكسيّ، لأنه يقوم على توضيح تفاصيل اللغة بالوثائق النصيّة.
- علم الأصوات العام: ويدرس هذا المنهج الأصوات في اللغات الإنسانيّة عامّةً، كدراسته للجهاز الصوتيّ عند الإنسان، ووظيفة كلّ عضو من أعضائه، كما يبحث في طرق إنتاج الأصوات، وتصنيفها، في محاولة لإيجاد الأسباب التي تؤدّي إلى التغيّرات والتبادلات الصوتيّة بين تلك اللغات.