مقدار زكاة المال

جاء الدين الاسلامي ليجمع بين الفلوب الرحيمة التي أتعبها طول البعد عن الرحمن ، وأعتبر الدين الانسان من أهم المخلوقات التي يجب أن تعتز بانسانيتها ، لأنّها الأساس على وجه الأرض ، وكان لا بد من الوقوف بوجه الاستبداد ، والاستعباد الذي ساد في مرحلة ما ، قبل بروز فجر الدعوة الاسلامية بأمر من الله سبحانه وتعالى ، وحدد الله كل ما يتعلق بالدين ، في كتابه العزيز ، الذي اعتبر معجزة القرن وكل قرن ، وهو القرأن الكريم ، الذي نادى فيه بضرورة أن يلتزم المسلم بالأخلاق الحميدة التي ستنجيه فيما بعد من عذاب القبر وعذاب يوم الوعيد ، وهو يوم القيامة ، اليوم الذي سنقف فيه وحدنا ، لانملك شيئا إلا عملاً

قمنا به ، إما أن ينجينا أو يهلكنا في نار جهنم .

والإسلام على حد سواء هو دين الرحمة ، ودين السعادة ، ودين التفاؤل ، وهو الذي حث الناس على ضرورة التألف والتكاتف من أجل النهوض بالمجتمع نهضة واحدة لا يقع بعدها أبداً ، وجاء تحديد ما ذكره الله في قرأنه من خلال أركان الاسلام التي اعتبرت الأساس لكل مسلم لكي يتم عليه دينه ، وكانت الزكاة أحد أهم الأركان التي ذكرت في الكتاب ، وكان سبب أهميتها واضحاً ، فهي التي تحبب الخلق بالدين ، وتجعله الأساس أمام كل التعاملات بين صفوف البشر ، وكان لا بد من التوقف للحديث عن الزكاة ، وفرضها ، فهي فرض على كل مسلم قادر بالغ ، وأما الذي لا يستطع ، فهي تسقط عنه ، وتجوز عليه في آن واحد .

زكاة المال : قال تعالى : {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا }. صدق الله العظيم . زكاة المال من أنواع الزكاة التي شرعها الدين الاسلامي ودعا إليها في جميع التعاملات ، حتى تعم الفائدة على جميع الفئات في المجتمع ، فلا أحد يعلم بالظروف التي لحقت بالناس ، ولا أحد يعلم ما يمكن أن يحصل في حال كانت الزكاة فرضاً غير موجوداً .

وزكاة المال حددت بمقادير معينة ، وتعتمد هذه المقادير على ما يملك الشخص من قيمة المال ، أو رأس مال محدد ، فلا يمكنك أن تجعل الزكاة لشخص يملك ملايين الأموال في حسابات شخصية ، وتقارنه بمن يمتلك أرضا أو بيتا كبيرا على سبيل المثال ، وكان الفضل في تحديد القيم إلى العلماء الذين قاموا بتقدير ذلك بشكل كبير ، وعملوا على أن يهتموا بهذا الموضوع أشد اهتمام .

وختاماً ، فإنّه لولا وجود الزكاة بين الناس ، لكانت الحياة صعبة على الكثيرين ممن لم يوفقهم الله في حياتهم ، وقلل عليهم الرزق .