ازداتِ الحاجةُ في الآونةِ الأخيرة إلى الحفاظِ على بيئةِ الأرض وحمايتِها من التلوّثِ بأنواعه المختلفة؛ نتيجة الضرر الذي أحدثتْهُ الاختراعاتُ البشريّة المختلفة عليها، فأصبح تأثيرُ التلوث على البيئة أمراً ملاحَظاً من الجميع، حيثُ نلمسُ آثارَه في شتّى جوانب حياتنا بالرغم من أنّه لا يزالُ في بداياتِه نوعاً ما، فمن هذه الآثار على سبيل المثال ارتفاعُ درجاتِ الحرارة، وتغيّرُ المناخ في العالم أكمله، وازدياد الأمراض المختلفة خاصّةً أمراض الجهاز التنفسيّ والسرطانات وغيرها.
يتوقّعُ العلماءُ ازديادَ حدّة هذه الآثار وظهور غيرها، كذوبان الجليد في الأقطاب، وارتفاع منسوب مياه البحار، ودمار العديدِ من المناطق الطبيعيّة حولَ العالم كالسواحل والغابات وهو ما سيؤدّي إلى فقدانِ العديد من الكائنات الحيّة لمواطِنِها، ومن بينها بعضُ الناس ممّن يعيشون في المناطق الساحليّة على سبيل المثال.
الحد من تلويث البيئةتكمنُ الخطوة الأولى في الحفاظ على البيئة بالحدّ من تلويثها، فأصبحت كميّة الملوثات التي نرميها في البيئة بشكلٍ يوميٍّ أكبرَ من قدرةِ البيئة على تحمّلِها، وللحدّ من التلوث يجبُ تغيير العديدِ من السلوكيّات اليوميّةِ التي نقومُ بها، فالحفاظ على البيئة والحدّ من التلوث إحدى المسؤوليّاتِ التي تقعُ على عاتقِ جميعِ الأشخاص على كوكبِ الأرض. وفيما يلي جانبانِ من حياتنا اليوميّة يؤثّرانِ بشكلٍ مباشرٍ وكبيرٍ على كميّةِ الملوّثات التي تدخلُ بيئةَ الأرض.
الطاقةيعتبرُ إنتاجُ الطاقة واستخدامُها أحدَ أكثر الأمور التي تسبّبُ تلوث البيئة من حولنا؛ إذ إنّ إنتاجَ الطاقة يعتمدُ في الوقت الحاليّ على حرق المشتقات النفطيّة التي تسبّبُ دخول العديدِ من الملوّثات إلى جوّ الأرض، ولهذا فمن المهمّ أن يقلّلَ الجميعُ من استعمال الطاقة قدر الإمكان عن طريق اتباع السلوكيّات التي من شأنها الترشيدُ من استهلاك الطاقة والتي يمكنُ القيام بها دونَ التأثير على الحياة اليوميّة. كما أنّ الانتقال إلى استعمال مصادر الطاقة النظيفة كالشمس، أو الرياح، أو المياه يعتبرُ أحدَ الحلولِ الأفضل في الحدّ من تلوث البيئة الناتج من إنتاج الطاقة بشكلٍ قطعيّ.
النفاياتتشكّل النفايات أحدَ المخاطر الأخرى على البيئة، فمعظمُ النفايات الحاليّة عبارةٌ عن نفاياتٍ بلاستيكيّة لا تتحلل في البيئة، ولا يمكنُ التخلّصُ منها عادةً إلّا عن طريق حرقِها، بالإضافة إلى النفايات الأخرى السامة التي نطرحها بشكلٍ يوميٍّ من المنازل أو المصانع أو غيرها. ولهذا فمن المهمّ استخدامُ المنتجاتِ الصديقة بالبيئة في المقام الأول، والتي بإمكانِكَ إعادة استخدامها أكثرَ من مرّةٍ كاستخدام الأطباق والأكواب الفخاريّة على سبيل المثال أو الزجاجيّة بدلاً من البلاستيكيّة التي تستخدمُ لمرةٍ واحدة أو استخدام الأكياس الورقيّة من أجل حمل الأغراض أو السلال التي يمكنُ استخدامُها بشكلٍ مستمرّ، أو استخدام المنتجات التي من الممكن إعادةُ تدويرها في حال عدم التمكّنِ من إعادة استخدامها.
المحافظة على عناصر البيئةتكون المحافظة على عناصر البيئة الحيّة وغير الحيّة بزيادة زراعة الأشجار بشكلٍ عامّ، واستغلال المساحات الصحراويّة على وجه التحديد للقيام بهذا، وقطع الأشجار بشكلٍ مدروس، إذ إنّ الأشجارَ والنباتاتِ الخضراءَ تعتبرُ رئةَ الأرض، فهي تعملُ بشكلٍ مستمرٍ على تنظيف الأرض من التلوث، وقطعها يؤدّي إلى التخفيفِ من قدرة البيئة على محاربةِ التلوث وحتّى التلوث الطبيعيّ الناتج من التنفّس والعمليات الحيويّة والبراكين وغيرها.
كما أنّه من المهمّ الحدُّ من الصيد العشوائيّ والصيد من أجل المتعة، وحماية الحيوانات المهدّدة بالانقراضِ ومساعدتها على التكاثر من جديد، فالحيواناتُ والكائناتُ الحيّة على وجه العمومِ تلعبُ دوراً كبيراً في النظام البيئيّ وفي المحافظة عليها سواءً بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر. ومن المهم أيضاً الابتعادُ عن تلويث الأنهار ومصادر المياه المختلفة والتربة، فتلويثها يعني دمارَ الكائنات الحيّة جميعها وتعريضها للأمراض والسموم.
المقالات المتعلقة بمقال عن كيفية المحافظة على البيئة