للأم مكانة عظيمة لدى المجتمع ككُل، وليس لأبنائها فقط، فهي من ركائز بناء أي مجتمع، ولولاها لما تربى الأبناء التربية الحسنة، لخلق جيل قادر على النهوض بمجتمعه ودفعه نحو التقدم والرُقيّ.
إنّ كل أمّ تتكبد عناء بناء الأسرة وهذا بالطبع بمشاركة زوجها، ولكن قد تكون المسؤوليّة التي تتحملها الأم أكبر، فهي من تُربي وتُعلّم وتتحمّل ألم قدوم طفلها، حتى إنّ بعض الأمهات يقومون بكل ما يحتاجه المنزل دون مساعدة أحد، لأنّ الله خلق لها قلباً حنوناً، ومنحها صبراً وقوة تحمُّل كبيرين، ولهذا فقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بالأم، وقد حثنا القُرآن على الحرص على رضاها، فهي تُقدّم كل أشكال التضحية حتى ترى أبناءها شباباً ناجحين في مختلف مجالات الحياة.
ونظراً لأهمية الأم في أسرتها ومجتمعها، فإنّ العالم يحتفل سنوياً بيوم الأم، أو عيد الأم الذي يكون في اليوم الواحد والعشرين من آذار من كل عام، أي أول أيام الربيع، كتكريم لهذه الإنسانة العظيمة التي لا تكلّ ولا تملّ عن القيام بكل ما هو لازم لتربية أبنائها وتنشئتهم تنشئة صحيحة.
الاحتفال بعيد الأموقد بدأت فكرة الاحتفال بهذا اليوم لدى اليونانيين القدامى، ثُم انتقلت لبريطانيا وإيرلندا، ومن ثمّ الولايات المتحدة الأمريكيّة، وقد يختلف تاريخ الاحتفال بهذا اليوم عند هذه الدول، أمّا في الوطن العربيّ فيوم الأم هو في اليوم الأول من فصل الربيع كما ذكرنا، وقد جاءت فكرة هذا اليوم من مصر، حيث كتبت إحدى الأمهات رسالة إلى إحدى الصحف تشكو من جفاء أبنائها وتعاملهم السيّئ معها، ومن هنا حدّد أصحاب الصحيفة عام 1956 يوماً للأم، تكريماً لها وقد لاقت الفكرة استحساناً وتشجيعاً كبيرين، وانتقلت الفكرة إلى باقي أقطار الوطن العربية فيما بعد.
الاحتفال بعيد الأم في المدرسةوتحتفل جميع المدارس بهذا اليوم، وغالباً ما يهدي الطلاب مُعلماتهم هدايا في هذه المناسبة، فدور المعلمة يُشبه دور الأم فهي تُساعد في تربية أبناء لم تُنجبهم، كما يلقي الطلاب كلمات بهذه المناسبة في الإذاعة المدرسيّة، ويقدّمون فقرات من أناشيد ورقصات خاصة بالأم، تعبيراً منهم عن الدور العظيم الذي تقوم به المُعلمة.
وهذا اليوم هو تذكير لجميع الأشخاص بضرورة بر أمهاتهم، فقد تكون ضغوطات الحياة والمسؤوليات الكثيرة قد أبعدتهم قليلاً عن أمهاتهم، وفي هذا اليوم يجتمع الأبناء مع أمهم تقديراً منهم لها.
وعلى الرغم من أن هذا اليوم الذي يأتي مرة كل عام يُضفي الكثير من البهجة للأمهات، فإنّ بر الأم يجب أن يكون في كل وقت؛ لأنها تحملت الكثير ولأنّ هذا واجب ديني، ولا بُد من أن يُعبر لها أبناؤها عن تقديرهم الكبير لها لأنها الإنسانة العظيمة.
المقالات المتعلقة بمقال عن عيد الأم للمدرسة