اهتمَّت سائر الأفكار، والعقائد الإنسانيّة بالإنسان؛ كونه يعتبر لبنة هذا العالم، فبصلاح الإنسان تعمر الأرض، وتزدهر، وبهدمه يسود الشر، وينتشر، وما كلّ هذه المشاكل، والحروب، والاقتتالات إلا نتيجة حتميّة لإهدار كرامة الإنسان، وإنسانيّته، وعدم وضع أدنى اعتبار لحقوقه ككائن مكرّم.
في القرون الأخيرة، ومع التطورات التقنيّة التي طالت كافّة المجالات خاصّة العسكرية منها، ارتفعت وتيرة الحروب بين الدول، والأمم، ونتج عن ذلك ضحايا بأعداد هائلة لا يمكن لعاقل أن يتصوّرها، لذلك فقد كان لا بدّ من وضع، وتوثيق، وصيانة العديد من حقوق الإنسان الأساسية من خلال المنظّمات الدولية المعترف به، وإضفاء الصفة الرسميّة عليها، وفيما يلي نبذة عن هذه الحقوق.
حقوق الإنسانالناس متساوون بطبعهم حتى لو اختلفوا في ألوانهم، أو دياناتهم، أو جنسيّاتهم، أو أعراقهم، أو لغاتهم، وهذا التساوي ينسحب على الحقوق بالدرجة الأولى، فحقوق الإنسان هي الضمانة الوحيدة لحفظ إنسانيّة الإنسان، وكرامته، وجعله قادراً على التفرّغ لما وُجِدَ على هذه الأرض لأجله.
تُعرَّف حقوق الإنسان على أنّها مجموعة المبادئ الإنسانيّة الرفيعة التي تعطي وصفاً للسلوك الإنسانيّ النموذجي الذي لا يجوز الاقتراب منه، فضلاً عن محاولة العبث به، ومن هنا فإنّ الحق الأول لكلّ إنسان يتمثل في حصوله على حقوقه الأساسيّة بصرف النظر عن الاختلافات التي سبق ذكرها، هذا وقد شهد العام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين ميلادية الإعلان عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فيما شهدت العديد من المحافل الأخرى التأكيد على أهمّية صيانة هذه الحقوق، وحفظها من العبث.
تتضمن حقوق الإنسان العديد من الفروع، التي تكفل كرامة الإنسان كما أسلفنا، إذ يأتي على رأس هذه الحقوق حق الفرد في الحياة، والحرية، والتساوي مع الآخرين، والحماية من التعذيب، وإهانة الكرامة، إلى جانب العديد من الحقوق الأخرى. وتقسم حقوق الإنسان في مجملها إلى ثلاث مجموعات رئيسيّة هي: حقوق الأمن والسلامة، والحقوق المتعلّقة بحرّيات الإنسان المختلفة، وحقوق الإنسان الاقتصادية، والاجتماعية، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على شموليّة هذه الحقوق، وتكاملها.
حقوق الإنسان عبر التاريخحقوق الإنسان ليست وليدة اللحظة، حتى لو شهد العصر الحديث توثيقها بشكل رسمي، وحتى لو كثر الحديث عنها في العقود الأخيرة، فقد جاءت هذه الحقوق كتتويج لمسيرة إنسانية طويلة شهدت ظهور العديد من الأفكار الإنسانيّة العظيمة، والديانات الخالدة التي استطاعت أن تؤسّس منذ القدم لمبادئ تضمن كرامة الإنسان، وتصون حقوقه، وترعى حرمته، وتعصم دمه، فالخير كان، ولا زال، وسيبقى هو الأعم، حتى لو أطلّ الشر بقرونه لفترات قد يتوهم البعض أنّها طويلة.
المقالات المتعلقة بمقال عن حقوق الإنسان