مفهوم الزراعة التقليدية تُعتبر الزراعة من أقدم الحِرَف التي عمل بها الإنسان وكانت السبب باستقراره وبنائه لحضاراتٍ عريقةٍ، كما أنّها القطاع الإنتاجيّ الذي يعتمد عليه البشر لإنتاج الغذاء، وقد مرّت الزراعة بمراحل تطوّرت من خلالها وتطوّرت أساليبها مرافقةُ للنمو السكاني، فاستنبط الانسان واخترع الكثيرمن الادوات والمعدات، واستخدم الأسمدة لزيادة كميات الإنتاج الزراعي.
إلّا انّ المبالغة باستخدام الكتنولوجيا الزراعية خاصّة المبيدات والاسمدة الكيماوية أدّى الى استنزاف العناصر الغذائية من التربة وقلل من خصوبتها، لهذه الاسباب ظهرت بعض الجمعيات المهتمه بالبيئة تدعو الفلاح للعودة لنمط الزراعة التقليديّ للمحافظة على استدامة الإنتاج لفترةٍ زمنيةٍ اطول، والمحافظة على التوازن البيئيّ.
أدوات الزراعة التقليدية عند القول زراعةٌ تقليديةٌ فهذا يعني استخدام الفلاّح للوسائل القديمة في العملية الزراعية، ومنها المعدات الآتية:
- المحراث: هو عبارةٌ عن آلةٍ بسيطةٍ يصنعها الفلاّح في الغالب بنفسه باستخدام سيقان أشجار السنديان، وتتكوّن من عدّة قطعٍ تنتهي بجزءٍ يثبّت فيه سكةٌ من الحديد هي التي تحرث الأرض وتسمى (عود الحراث)؛ يجرّ هذا المحراث دابةٌ أو دابتين كالحصان، أو الثور، أو غيره.
- المنجل: هو آلةٌ بسيطةٌ مصنوعةٌ من الحديد على شكل نصف قوسٍ مسننٍ، يستخدمها الفلاح عند نضج المحصول، فيبدأ بحصاده، ويُستخدم عادة لحصاد القمح والشعير.
- اللوح: يستخدم في دَرْسِ القشّ (تكسيره لكِسَرٍ صغيرةٍ) بعد جمعه على البيدر، وهذا اللوح يكون مصنوعاً من الخشب الثقيل تثبت بطرفه السفليّ قطعٌ من الحجارة القاسية، يجرّه دابةٌ أو دابتين، وتستمر هذه الدواب بالدوران على القش حتّى يتحول إلى تبنٍ ناعمٍ.
- المذراة: بعد الانتهاء من عملية الدرس يكوّم القشّ ( يجمّع فوق بعضه على شكل كوماتٍ كبيرةٍ) ويبدأ الفلاح بفصل التبن عن الحَبّ باستخدامها؛ وهي آلةٌ مصنوعةٌ من الخشب أيضاً، يتمّ عن طريقها حمل كميةٍ من القشّ وتعريضها لتيار الهواء فيطير التبن بعيداً وتسقط الحبّات، وبعد الانتهاء من هذه العملية يكون الفلاّح قد حصل على كميةٍ من الحبوب التي تصلح للطحن.
- الفأس: هو آلةٌ بسيطةٌ مصنوعةٌ من الحديد تستخدم لتنظيف الأرض من الأعشاب.
- السكة: هي آلةٌ بسيطة مصنوعةٌ من الحديد الصلب تثبت أسفل المحراث.
ما يميز الزراعة التقليدية بالإضافة إلى استخدام المعدات والوسائل القديمة هو عدم استخدام المبيدات الزراعية أو الأسمدة الكيماوية، وإذا تمّ استخدامها يكون بكمياتٍ قليلةٍ جداً، على العكس من الزراعة الحديثة التي تهتمّ بزيادة كمية الإنتاج عن طريق استخدام الأسمدة والهرمونات خاصّةً في إنتاج الخضار والفواكه ممّا يؤثر على جودة المنتج من حيث الطعم والقيمة الغذائية.