يعيش الإنسان ضمن مجتمعٍ متكاملٍ، وهو العنصر الأساسيّ فيه، ويحتاج هذا المجتمع إلى الأنظمة، والقوانين التي تساعد على تحديد الحقوق، والواجبات لكلٍ منهم، وبالتالي معرفة كلّ فردٍ الحدود التي لا بدّ من الالتزام بها، فلو تُركَت الأمور في المجتمعات الإنسانيّة دون تنظيمٍ فإنّ قانون الغاب هو الذي سيسود؛ فيأكل القويّ حقوق الضعيف، ويستعلي الغنيّ على الفقير.
مفهوم الحقوقالحقوق عبارة عن مجموعةٍ من القواعد، والأنظمة، والنصوص، التي تنظِّم علاقة البشر ببعضهم، وبغيرهم من مكوّنات النظام البيئيّ، وتعدّ هذه الحقوق ملكاً للإنسان والعناصر البيئية الأخرى، وجزءاً لا يتجزّأ من نظام حياته، وقد جاءت هذه الحقوق من أجل حماية التواجد البشريّ في البيئة، وحماية الأنظمة الأخرى من التدمير، وهذا يصّب في النهاية في مصلحة الإنسان، لذلك لا بدّ من الآباء والأمهات تعريف الأطفال بحقوقهم لحماية مستقبلهم.
هناك الكثير من الفئات في المجتمع تجهل حقوقها نتيجة عدم ترسيخ مفهوم الحقوق لديهم منذ الصغر، وعلى الوالدين تطبيق مفهوم الحقوق بصورةٍ مصغرّةٍ في البيت، فلا يجب أن يقف الأب في وجه الابن، أو أن يحاول قمعه عندما يتمرّد، أو يحاول التلويح بحقٍ من حقوقه، وإنّما اتباع أسلوب اللين، ومحاولة توضيح ما يحقّ له، وكيفية استخدام مثل هذه الحقوق، ليستطيع هذا الابن لاحقاً أن يدافع عن حقوقه، ويطالب بها.
جاء الإسلام حافظاً لحقوق الإنسان ومكونات النظام البيئيّ المحيط به، وحثّ على ضرورة احترام هذه الحقوق، كما منَع الإضرار بالبيئة المحيطة، أو القسوة على الكائنات الحيّة الأخرى؛ حيث ذكر الإسلام لنا قصة المرأة التي دخلت النار في هرّةٍ لأنها حبستها فلم تطعمها ولم تتركها تأكل من حشائش الأرض؛ فكان يجي على هذه المرأة أن تعرف حق الحيوان في الحياة والطعام، كما أنّ الإسلام أمر بذبح الإبل والأغنام وغيرها من الكائنات الحية التي يجوز تناول لحومها بطريقةٍ رحيمةٍ وسريعةٍ بحيث لا يتم تعذيبها، وهذا يدلّ على احترام الإسلام لحقوق الكائنات الحية حتى وهي تذبح..
أنواع الحقوق الإنسانيّةتنقسم الحقوق الإنسانيّة إلى عدة أنواعٍ، منها:
المقالات المتعلقة بمفهوم الحقوق