قد يعتقد البعض أن الاتصال والتواصل مصطلحان لمعنى واحد، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح، حيث إن هناك فرقاً بينهما، فالاتصال هو عملية يتم بواسطتها نقل رسائل معيّنة من المرسل إلى المستقبل، أو يُمكن تعريفه أيضاً بأنه انتقال المعلومات والاتجاهات والأفكار والعواطف من فرد لآخر أو جماعة لأخرى.
أما التواصل فيمكن تعريفه بأنه حالة من الفهم المتبادل بين شخصين أو نظامين، بحيث يكون الأول مرسلاً في وقت معين، والطرف الآخر مستقبلاً، وفي وقت آخر يتبادل الطرفان مواقعهما من حيث الإرسال والاستقبال، وبمعنى آخر فهو عملية تبادل للآراء والأفكار والقناعات والمعلومات والمشاعر من خلال وسائل مختلفة ومتنوعة سواءً كانت لفظية أم غير لفظية، مثل الكلام والكتابة والصوت والصور والإيماءات والحركات أو بوسائل رمزية مفهومة لها دلالات معينة لدى الأطراف المتواصلة.
يوجد فرق واضح بين المفهومين، ففي الاتصال تكون هناك رغبة من أحد الطرفين في التواصل مع الطرف الآخر، ويكون دور الطرف الآخر الاستجابة والتفاعل مع هذه الرغبة أو يمكنه عدم الاستجابة، أما في التواصل فإن هذه الرغبة في المشاركة تكون تبادليّة وتحدث من كلا الطرفين وتنشط لتحقيق أهداف معينة، نستنتج من ذلك أن التواصل يُشير إلى علاقة تبادلية ما بين طرفين أو أكثر، كما أنه يعتبر انفتاح الذات على الطرف الآخر ضمن علاقة لا تنقطع بل تتجدد.
وبناءً على ما تقدم فإن عملية التواصل هي أساس العلاقات الإنسانيّة والتفاهم الإنسانيّ، كما أنها العمليّة التي بمقتضاها تُشكّل العلاقات الاجتماعيّة وتبادل الخبرات والمعلومات والآراء والأفكار والتجارب بين الناس.
المقالات المتعلقة بمفهوم الاتصال والتواصل والفرق بينهما