مصارف الزكاة تعرف الزّكاة لغةً بأنَّها الزيادة والنماء، أمَا في اصطلاح الشريعة الإسلامية فتُعرف بأنَّها :إخراج المال الخاضع لشروطٍ مخصوصة وصرفه في أحد الأصناف الثمانية، وهي حقّ معلوم من المال، وهي أحد أركان الإسلام لا تسقط على من يستطيعها ويستوفي شروطها.
مصارف الزكاة - الفقراء: هم الذين لا يجدون ما يكفي لإشباع حاجاتهم الأساسية، ويُعطى الفقير من مال الزكاة ما يسدُّ حاجاته الأساسية من طعامٍ، ولباسٍ، ومسكنٍ، لمدة عامٍ كاملٍ دون إسراف ولا تقتير، على ألاّ يكون للشخص دخلٌ يكفيه أو مال، وألاّ يوجد له عائل كالأيتام والّلقطاء، والمُطلّقات والأرامل، وأُسر السُّجناء، وأُسر المفقودين والأسرى.
- المساكين: وهم الذين يعملون ويكسبون المال لكنّه لا يكفي لسدّ احتياجاتهم الأساسية، وعلى المُزكِّي أن يكون حكيماً في توجيه المال حتى لا يُنفقَ في معصية، فمثلاً: لو كان هناك اثنان فقراء، فعليك اختيار أيُّهما أقرب إلى الإيمان، فإن استويا في الإيمان فانظر إلى أيهما أفقر، ثمّ انظر إلى أيُهما أقرب نسباً منك.
- العاملون على الزّكاة: هم الذين يقومون بجمع الزكاة، أوتخزينها، أوحراستها، وتدوينها، وتوزيعها، وهناك شروطٌ معروفةٌ تراعى عند الفقهاء منها: أن يكون الشخص مُسلماً، وذكراً، وأميناً، وعالماً بأحكام الزّكاة، ويُحرم على من يعمل في هذا المجال قبول الرّشاوي والهدايا، كما يُشترط على ألّا تزيد حصة الفرد منهم عن أجر المثل ولو لم يكونوا فقراء، مع مراعاة ألّا يزيد مجموع ما سيتمّ دفعه من أجورعن ثُمن حصيلة الزكاة أي (12.5%).
- المؤلفة قلوبهم: ويكون في مجال تحسين ظروف الجاليات الغسلاميّة في البلاد غير المُسلمة؛ بهدف إعانتهم على نشر دور العلم والقرآن في البلاد المقيمين فيها، ويخضع تحت هذا البند الصرف في الكوارث الإنسانيّة لغير المسلمين.
- الرقاب: وفيه قولان بأنّ هذا الباب قد كان قديماً؛ حيث كان الرقيق المسلمون بحاجةً إلى إطلاق سراحهم وإعتاق رقابهم، ويقول الرأي الثاني بأنَّ ذلك يشمل الجنود والأسرى المسلمين.
- الغارمون: وهم أصحاب الدّيون، على ألَّا يكون الدَّين في معصية، وأن يكون غير قادرٍ على سداده.
- في سبيل الله: ويشمل أعمال الخير والإحسان جميعها، كبناء المساجد ودور العلم الشرعيّ، وتكفين الموتى، وبناء المدارس، والجمعيات الخيريّة.
- ابن السبيل: وهو المُغترب الذي لا يملك ما يوصله إلى بلاده حتى وإن كان غنيّاً في بلاده، على ألّا يكون قد سافر لمعصيةٍ.
حكمة الزكاة يقول الله تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [التوبة:103]؛ أي لا بُدَّ من أنَّ للزَّكاة من حِكمٍ وفوائد تعود على الطرفين بكل خير، ونذكر منها:
- تُطهّر نفس الفقير من الحقد، والحسد.
- تُطهّر نفس الغني من البخل، والشُّح.
- تُشعر المؤمن بأنَّه قد أدَّى شُكر النّعمة.
- تحفظ المال وتباركه.
- تدفع البلاء والمرض عن صاحبها.
- تجلب المودّة والتعاون بين الناس.