يعدّ سيبويه إمام النحو وشيخ النحاة، واسمه عمر بن عثمان بن قنبر البصري، وكنيته أبو بشر، ولقبه سيبويه، وويه كلمة فارسية تعني بالعربية رائحة التفاح، وقيل إنّ أصل هذا اللقب هو جماله واحمرار وجنتيه، وإنّ رائحته الطيبة كانت السبب في لقبه هذا، وهو فارسي الأصل ولد في منطقة البيضاء إحدى قرى شيراز في بلاد فارس في عام 140هـ.
قدم سيبويه إلى مدينة البصرة في العراق وهو صغير، وكانت وقتها إحدى المدن العلمية الكبرى في الدولة الإسلامية أيام الخلافة العباسية، ونشأ فيها محباً للعلم ومقبلاً عليه، ولازم العلماء والفقهاء، وواظب على حضور حلقات العلم.
في إحدى حلقات حماد بن سلمة للعلم والحديث قال حماد بن سلمة عن حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من أحدٍ من أصحابي إلا لو شئتُ لأخذتُ عليه في خُلُقِه ليس أبا عبيدةَ بنِ الجراحِ) [مرسل ورجاله ثقات]، فاعتقد سيبويه أنّ أستاذه قد أخطأ في عبارة (أبا عبيدةَ بنِ الجراحِ)، فصححها له، وقال: (ليس أبو عبيدةَ بنِ الجراحِ) لاعتقاده أن كلمة أبا في هذه الجملة جاءت اسم ليس المرفوع، فقال له أستاذه: (لحنتَ وأخطأتَ يا سيبويه، ليس هذا حيث ذهبتَ، إنما ليس ها هنا استثناء)، فأجابه سيبويه: (لا جرم، سأطلب علماً لا تُلَحِّنني فيه أبداً)، فكان هذا الموقف والخطأ نقطة التحول في حياة سيبويه، والتي انطلق منها وعزم على دراسة علم النحو والبراعة فيه.
شيوخ سيبويه وتلاميذه تتلمذ سيبويه على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي وكان المعلم الأكبر له، ونهل القدر الأكبر من العلم على يديه، وحماد بن سلمة (مفتي البصرة)، وعالم اللغة الأخفش الأكبر، وبقي سيبويه ملازماً للعلماء ومقبلاً على حلقاتهم يتلقى منهم العلم، حتى أصبح معلماً وعالماً يعقد الحلقات، ويأتيه الطلاب من كل مكان ليأخذوا عنه العلم ويكتبوا عنه، ومن تلاميذه أبو الحسن الاخفش وأبو محمد بن المستنير البصري.
بقي سيبويه على هذه الحال حتى رحل إلى بغداد، وجرت بينه وبين الكسائي وهو إمام نحاة الكوفة مناظرة في أمور النحو، رحل سيبويه على إثرها إلى مسقط رأسه في بلاد فارس، وتوفي هناك وهو شاب عام 180هـ بعد مرض أصابه تاركاً وراءه ثروة كبيرة من العلم ينتفع منها الناس في كل زمان ومكان.
لسيبويه كتاب في النحو عُرف فيما بعد باسم كتاب سيبويه، وهو أول كتاب تدون فيه قواعد اللغة العربية بشكل كامل، ويعد دستواراً لعلم النحو وقواعده، ويعده العلماء أهم كتاب كتب في اللغة العربية، وقد قال عنه الجاحظ: (لم يكتب الناس في النحو كتاباً مثله)، وسمي هذا الكتاب بهذا الاسم لأنّ سيبويه تركه بلا عنوان يحمله، وقسّم سيبويه هذا الكتاب إلى أبواب وأقسام عدة، وتتناول هذه الأقسام والابواب موضوعات عدة في علوم النحو والصرف.
المقالات المتعلقة بمعلومات عن سيبويه عالم النحو