أين نشأ الخوارزمي

أين نشأ الخوارزمي

مولده ونشأته

هو محمد بن موسى الخوارزميّ، وهو من العلماء الأجلّاء المسلمين الذين ساهموا في بناء الحضارة الإسلاميّة، وينسب الخوارزميّ إلى خوارزم؛ لأنّ أصوله تعود إلى هناك، وُلِد الخوارزميّ في العام مئة وأربعة وستين هجريّة حسب ما يُقال، وتوفّي في العام مئتين وخمسة وثلاثين هجريّة، وقد انتقلت عائلته من أرض خوارزم الواقعة في إقليم خراسان، إلى مدينة بغداد العراقيّة، فهناك عاش حياته، وهناك أنجز أعماله.

في بغداد العراقيّة وجد العالم الخوارزميّ الفرصة مواتية ليُظهر براعته، وعبقريّته التي لا نظير لها، لأنّه وجد في بيت الحكمة ضالّته، وقد تأسّس هذا البيت في قمّة قوّة العصر العباسيّ، حيث اشتُهر الخلفاء العباسيّون في تلك الفترة بميلهم إلى تطوير العلوم والمعارف في العالم الإسلاميّ، وقد سار الخليفة المأمون –رحمه الله- على خطى من سبقه من خلفاء بني العباس، وقد أوكل المأمون إلى الخوارزميّ مهمّة الاعتناء ببيت الحكمة، والذي كان يضمّ العديد من المخطوطات، والكتب لأهمّ النّصوص في العالم آنذاك، كما أوكل إليه المأمون مهمّة الاهتمام بالإرث اليونانيّ، وترجمة الكتب من اليونانيّة إلى العربيّة، ممّا أفاد الخوارزميّ فائدة لا نظير لها، وقدّم له المعرفة على طبق من ذهب، فقد درس الخوارزميّ العديد من العلوم كالرياضيّات، والتاريخ، والفلك، والجغرافيا، عدا عن إلمامه الكبير بالعلوم والمعارف الهنديّة واليونانيّة، ويمكن القول أنّ اكتمال نبوغ العالم الخوارزميّ كان في العام مئتين وخمسة للهجرة.

أبرز إسهاماته العلميّة

يُنسب إلى الخوارزميّ تأسيس ما يعرف بعلم الجبر، وقد استعمل هذا العالم هذا التعبير لأنّ حلّ المعالات بعد تكوينها يتطلّب زيادة أو نقصاناً من طرف من طرفَي المعادلة لصالح الطرف الآخر، وكأنّ طرفاً من الطرفَين يجبر الآخر. وقد انتشر هذا العلم وذاع صيته في مختلف أرجاء العالم، واسمه المنتشر مشتقّ أساساً من اسمه العربي (الجبر)، وقد نال الخوارزميّ لأجل هذا الإنجاز العظيم شهرة كبيرة، في الأوساط العلميّة في الشّرق والغرب، واعترف العالم بفضله، وإسهاماته.

أما في مجال الفلك فقد استطاع أن يقدّم العديد من التحسينات والتطويرات للمزاولات الموروثة عن الهنود والإغريق، كما توصّل إلى اختراع الأداة الربعيّة الأولى، بالإضافة إلى أداة لقياس الارتفاعات، كما استطاع اختراع الأداة المسمّاة بأداة الرّبع المجيب، والتي استُعملت من أجل إجراء بعض الحسابات الفلكيّة. أمّا في مجال الجغرافيا فقد استطاع أن يضع كتاباً اسمه ( كتاب صورة الأرض) وهو عبارة عن النسخة المنقّحة من كتاب كلاوديوس بطليموس، والذي يحتوي على ما يزيد عن ألفين وأربعمئة مدينة من المدن حول العالم.

المقالات المتعلقة بأين نشأ الخوارزمي