بدأت الفتنة الكبرى في تاريخ المسلمين حينما استشهد الخليفة الفاروق رضي الله عنه على يد أبي لؤلؤة المجوسي حينما طعنه غدراً وغيلةً وهو يصلي بالناس، وذلك في السنة الثالثة والعشرين للهجرة. وقد أدرك الفاروق رضي الله عنه قبل أن يستشهد أنّ بينه وبين الفتنة الكبرى التي تموج بالناس باباً، وأنّ هذا الباب يكسر ولا يفتح فتحاً عادياً، فقد سأل الفاروق يوماً حذيفة بن اليمان عن الفتنة، فأجاب حذيفة: بأن فتنة الرجل في ماله وأهله تكفرها الصلاة والصدقة، فقال عمر: ليس عن هذا أسألك، وإنّما سألت عن الفتنة التي تموج بالناس موجاً. فقال حذيفة أن بينك وبينها باباً يا أمير المؤمنين. فقال عمر: أيفتح أم يكسر؟ فقال حذيفة: بل يكسر يا أمير المؤمنين. فقال عمر: فذلك أحرى بأن لا يغلق إلى يوم القيامة.
ابتداء الفتنة الكبرىحدث فعلاً ما علمه الفاروق رضي الله عنه من أمر الفتنة الكبرى التي سوف تحصل بين المسلمين بعد وفاته، والتي تناقل خبرها المسلمون عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، فقد جاء عهد الخليفة الثالث عثمان رضي الله عنه الذي شهد في سنينه الأخيرة فتنةً كبيرة لا قبل للمسلمين بها حينما اجتمع الخارجون عن الدولة والحاكم فقاموا بمحاصرة الخليفة في بيته حتّى قتلوه غدراً.
مظاهر الفتنة الكبرىالمقالات المتعلقة بمظاهر الفتنة الكبرى