مظاهر الحب

يُعتبر الحُبُّ واحداً من أعظم المَشاعر التي أودعها الله تعالى في قلب الإنسان؛ لما له من عظيم الأثر في جعل الحياة مكاناً أفضل للعيش، فالحبَُ هو ذلك الرّباط الذي يجمع بين جميع الكائنات، وهو أيضاً قوةٌ قادرةٌ على تبديد كافة الظُّلُمات والشُّرور التي قد يُعاني منها الإنسان والناتجة عن الظُّهور العلنيّ للأحقاد، والصّراعات، والأطماع، وتصفية الحسابات، وما إلى ذلك.

للحُبِّ العديد من الأنواع المُختلفة؛ حيث يختلف كلُّ نوعٍ عن الآخر ببعض التّفاصيل الخاصّة، فحُبُّ الإنسان لله تعالى، يختلف عن حبّه لوالديه، وعن حُبّه لزوجتِه، وعن حُبّه لأبنائه، وعن حُبّه للموجودات من حوله، وهكذا. إنَّ للحُبّ مظاهر تظهر على الإنسان، وهِي مظاهر مُشتركة إلى حدٍّ ما بين سائر أنواع الحُبّ المُختلفة، وفيما يأتي نستعرض بعض أبرز هذه المظاهر.

• الاهتمام بالمحبوب في كافة الأحوال والأوقات: إذ لا يُمكن أن يدَّعي شخصٌ ما محبّة طرفٍ آخر دون أن يُظهِر اهتماماً مُنقطع النّظير به، فالاهتمام هو من أعظم مظاهر الحُبّ على الإطلاق، ومن أبرز أشكال هذا الاهتمام: الحرصُ على المحبوب من مواطن الخطر، وإظهارُ الخوف عليه، والوُقوف إلى جانبه في السّراء والضرّاء، فهو أحوج ما يكون لحبيبه في مثل هذه المواقف واللحظات، أمّا في حالة محبّة الله تعالى، فإنّ الإنسان يحرص دوماً على نيل رضوانه، ومحبّته، والأُنس بجواره -جلَّ في علاه-.
• مُراعاة مشاعر من نُحبّهم؛ بالحرص على عدم أذيتهم؛ فمثل هذه الأمور تُعتبر من أكثر ما قد يدل على ما ندّعيه من محبّتنا لهم، لذا فقد كان من الضّروريّ الانتباه إلى الأمور التي تتعلّق بالمشاعر بشكل رئيسيّ، وأخذِها على محمل الجدّ، حتى لا تنقطع العلاقة بيننا وبينهم.
• فيما يتعلق بحبنا لله عز وجل، فإنَّ من أعظم مظاهر هذا الحُبّ تنفيذ أوامره، واجتناب نواهيه، والاستقامة في الحياة، فبهذا يُمكن للإنسان أن يبلغ أعلى مرتبةٍ يمكن بُلوغها، بعد أن ينال رضا ومحبّة ربّ العالمين.
• نُصرة من نُحبهم ظالمين كانوا أم مظلومين؛ ويكون ذلك بمُساندتهم والدّفاع عنهم إذا ما تعرّضوا لظلمٍ ما، ومُساعدتهم في استعادة حقوقهم المسلوبة، إلى جانب منعهم، ورَدعهم عن الاستمرار في ظُلمهم إذا ما كانوا هم الظّالمين.
• تقديم الهدايا لمن نُحبُّهم بشكلٍ مُستمرّ، فمن شأن الهديّة أن تزيد من أواصر المحبّة بين النّاس، وأن تُعمّق العلاقات بينهم، وأن تُشعر من نُقدّم لهم الهديّة بأهمّيتهم، ومكانتهم العالية لدينا.
• استذكار من نُحبّهم إذا ما باعدت الجُغرافيا بيننا وبينهم، أو إذا ما ارتحلوا عن هذه الدُّنيا لا قدَّر الله.