كان نَظمُ الشعر منذ العصر الجاهليّ وحتى العصور اللاحقة يسيرُ على نهج وأسلوبٍ واحد، فقد كان الشاعر يَنظمُ قصيدتَه على نظام الشطر الواحد والقافية الموحدة منذ بداية القصيدة، وحتى نهايتها فتخرج متماسكة الأفكار والأبيات، إلى أنْ جاء العصر الحديث، حيثُ ظهر عددٌ من الشعراء الذين رأوا أنَّ الحياة العصريّة بما فيها من تطور فكريّ، واجتماعيّ، وحتى سياسيّ تستدعي وجود شعر يستوعب هذا التطور والحداثة، ويُلائم العقول الفكريّة الحديثة الشابة، وفي هذا المقال سنتحدث عن أهم مظاهر التجديد التي طرأت على الشعر العربيّ في العصر الحديث.
مظاهر التجديد في الشعر العربي الحديث مدرسة الإحياءوطابع شعر في هذه المدرسة هو طابع المحافظة في إحياء واستلهام التراث العربيّ القديم، فنجد شعراءها يتجهون نهج الشعراء المشارقة في العصور السابقة كالعصر العباسيّ والأمويّ والأندلسيّ، ولكن بطريقتهم الخاصة وليست المعارضة التي تُلغي وتنفي شخصياتهم، وكان لظهور هذه المدرسة العديد من الأسباب والدوافع، وهي:
خصائص مدرسة الإحياء
أعلام هذه المدرسة محمود سامي البارودي، معروف الرصافيّ، وحافظ إبراهيم، وأحمد شوقي، وجميل صدقي الزهاوي، وشكيب أرسلان.
مدرسة الديوانوجاءت هذه المدرسة ردة فعل لمدرسة الإحياء، فقد أصبحت الحاجة إلى شعر يخطو نحو التطور والحداثة في هذا العصر، ومدرسة الديوان مدرسة نقديّة أدبيّة نشأت بفعل علاقات خاصة قامت بين روادها، وتأليفهم لكتاب الديوان والذي منه جاءت تسمية هذه المدرسة، وتأثر أعلامها بالمذهب الرومانسيّ من ناحية التجديد في موضوعات الشعر، والتعبير عن الإنسانيّة.
خصائص مدرسة الديوان
أعلام مدرسة الديوان عباس محمود العقاد، وإبراهيم عبد القادر المازنيّ، وعبد الرحمن شُكري.
مدرسة المهجروجاءت هذه المدرسة نتيجة لهجرة عدد كبير من الشباب العربيّ الذي استقر بعضه في المهجر الشمالي في الولايات المتحدة الأمريكيّة وأسسوا الرابطة القلمية برئاسة جبران خليل جبران، وكانوا ينشرون ما يَنظمون من شعر في مجلة السائح، أمّا المهجر الجنوبيّ الذي استقر البرازيل فقد أسسوا العُصبة الأندلسيّة برئاسة ميشيل معلوف، وكانت مجلة العُصبة هي نافذتهم على العالم.
خصائص مدرسة المهجر
أعلام المدرسة ميخائيل نُعيمة، إيليّا أبو ماضي، نسيب عريضة، نصر سمعان، رشيد سليم الخوري.
مدرسة التفعيلة أو الشعر الحريُعدُّ الشعر الحر من أكثر مظاهر التجديد الذي حدثت للشعر في العصر الحديث، وقد كانت بدايته على يد نازك الملائكة في قصيدتها الكوليرا وبدر شاكر السيّاب في قصيدته هل كان حباً، وقد استطاع أعلام هذه المدرسة الوصول إلى آفاق بعيدة المدى في سماء الشعر العربيّ، وكان شعرهم قد انتقل من نظام الشطرين في القصيدة إلى نظام القوافي المتعددة والشطر الواحد، حيثُ اعتمدوا على بحر الكامل والهزج والمتدارك في نظم قصائهم.
أعلام هذه المدرسة محمود درويش، خليل حاوي، نزار قباني، بدر شاكر السياب، نازك الملائكة، سميح القاسمن محمد الفيتوري.
المقالات المتعلقة بمظاهر التجديد في الشعر العربي الحديث