استعرض الكاتب أحمد شوقي في مسرحيته شريعة الغاب قصّة أحداث موطن يعمّه الفوضى وسوء السلطة، وجاءت على ألسنة الحيوانات بمختلف أنواعها المفترسة والماكرة والضعيفة، ومنح كلّ حيوان من هذه الحيوانات دوراً يشير إلى منصب أو عضو في أعضاء السلطة الحاكمة، وكان من أبرز الشخصيات في المسرحية:
كتب شوقي مسرحيته هذه بأسلوب شعري؛ إذ قسمها إلى مقاطع شعرية مصنّفة إلى أبواب ومشاهد مسرحية، وتمتاز المسرحية بدرجتها العالية من الفنتازيا التي منحها شوقي للشخصيات الرئيسية فيها، ويذكر بأن المسرحية قد انتهت بحكمة على لسان الثعلب، وهي:
إن الفتى إن كان ذا بطش مساوئه شريفة
لكن إذا كان الضعيف فإن حجته ضعيفة
شريعة الغاباستوحى أمير الشعراء اسم مسرحيته هذه من قانون الفوضى والعشوائية شريعة الغاب، وهو عبارة عن فوضى تعمّ مكاناً ما، لا يحكمه قانون عادل وواضح، كلٌ يغنّي على ليلاه في إصدار الأحكام، وفي حال سيادة قانون شريعة الغاب ينعدم الأمان، ويندثر العدل والحق، ويأخذ كل ذي حق حقّه بيده دون انتظار السلطة لاتخاذ الإجراء اللازم في ذلك.
أحمد شوقيترك الشاعر والكاتب المصري أحمد شوقي الملقب بأمير الشعراء إرثاً أدبياً كبيراً للأمة العربية، ومنها ما هو شعري ومنها القصصي، فقدّم ديوان الشوقيات الذي يجمع بين دفاته عدداً من القصائد الشعرية، كما احتوى الديوان على بعض الروايات الشعرية التمثيلية ومنها مصرع كليوباترا، ومجنون ليلى، وقمبيز، وغيرها.
بدأت مسيرة أحمد شوقي في المسرح الشعري في مطلع عام 1893م؛ حيث كان ذلك العام نقطة تحوّل له، والذي استهل مسيرته هذه بمسرحية علي برحيات، ثم مصرع كليوباترا ثم مسرحية مجنون ليلى، ومسرحية شريعة الغاب التي تحاكي أحوال الكثير من الشعوب المستضعفة وترويها.
المقالات المتعلقة بمسرحية شريعة الغاب