مدينة وهران (بالإنجليزية: oran) هي مدينة جزائرية، وعاصمة المنطقة الغربية، وثاني أكبر مدن الجزائر. تُطلّ مدينة وهران على ساحل البحر الابيض المتوسط وتُعدُّ ميناءً هاماً جداً، بالإضافة إلى كونها المركز الاقتصادي للجزائر.[١] تشتهر مدينة وهران كذلك بكونها مدينة غنية بالثقافة والفنون؛ حيث قدّمت المدينة الكثير من الملحّنين والمغنّيين الذين وصلت شهرتهم إلى العالمية، فمن أبرزهم الشاب خالد المشهور بفن الراي، كما تنشط الحركة المسرحية بقوة فيها.[٢] تختلف الروايات المُتداولة حول سبب تسمية وهران بذلك، فمنها ما يُرجع الأمر إلى كثرة الأُسود التي كانت تعيش فيها قديماً، فكلمة وهران هي مثنى وهر وتعني الأسد، ومنها ما يُرجع الاسم إلى وادي الهاران وهو اسم بربريّ الأصل.[٣]
جغرافية وهرانتقع مدينة وهران في أقصى الغرب الجزائري، وتُطلّ سواحلُها الشمالية على البحر الأبيض المتوسط؛ حيث تُعدّ المدينة أقرب نقطة في الجزائر إلى إسبانيا، وتقع بين مدينتيّ طنجة والجزائر، ويبلغ ارتفاع مدينة وهران 60 متراً عن مستوى سطح البحر،[١][٤] وبسبب وقوعها على سواحل البحر، تتمتّع مدينة وهران بمُناخ معتدل ودافئ بشكل عام؛ حيث يصل متوسط درجات الحرارة في شهر أغسطس -الذي يُعدّ أكثر الشهور ارتفاعاً- إلى 25.2 درجة مئويّة، بينما يصل متوسط درجة الحرارة في شهر يناير -وهو أبرد الشهور خلال السنة- إلى 12.2 درجة مئويّة، أمّا درجة الحرارة السنوية، فَيَصِل متوسطها إلى 18.1 درجة مئوية، ويشهد فصل الشتاء معدّل تساقط أمطار أعلى من فصل الصيف، ويشهد شهر ديسمبر تساقطاً مطرياً هو الأعلى خلال السنة، ويصل إلى 62ملم.[٥]
المواقع الأثرية في وهراننظراً لامتلاك مدينة وهران تاريخ يمتدّ إلى العصور الوسطى؛ تضمّ المدينة عدداً من المعالم الأثرية العريقة التي ما تزال شاهدة على الحضارات التي عبرت المدينة وقامت فيها، ومن أبرز هذه المعالم التي تقع في وهران هي:
يعود تاريخ تأسيس مدينة وهران إلى بداية القرن الـعاشر الميلادي على يد التجّار الأندلسيين؛ حيث كانوا يستخدمونها كميناء بحري لنقل بضائعهم بين الأندلس وشمال أفريقيا؛ مُستغلّين موقع المدينة الاستراتيجي الذي يربط قارتيّ أفريقيا وأوروبا معاً، فأصبحت المدينة ميناء لمملكة تلمسان في عام 1437م، كما كانت تربط خطوط التجارة مع السودان. بين عاميّ 1492م و 1502م، توافد إلى المدينة عدد من الإسبان المسلمين الموريين هروباً من حركات الاضطهاد التي قامت هناك وأجربتهم على اعتناق المسيحية، فأدّى ذلك إلى تحويل المدينة إلى مركز للقراصنة، والذين اتّخذوا من المرسى الكبير قاعدة لهم.[٤]
عام 1509م، احتلّ الاسبان مدينة وهران، وتَبِع ذلك مرور المدينة بحالة من عدم الاستقرار السياسي؛ لتحولها لمنطقة مُتنازَع عليها من قِبَل جهات عديدة حتى عام 1708م عندما وقعت في يد الأتراك، لكنّ الغارات المتكررة للقراصنة على المرسى الكبير أدّت إلى سقوط المدينة بِيَد الاسبان مرة أُخرى في عام 1732م، وفي عام 1790م تعرّضت المدينة إلى زلزال قوي أُخليَ على إثره سكّان المدينة، وفي عام 1792م عاد إليها الأتراك، وأسّسوا مجتمعاً يهودياً فيها، وفي العقد الذي يليه، احتلّت القوات الفرنسية المدينة عام 1831م، وأسّسوا ميناء حديث فيها، واتّخذوا من المرسى الكبير قاعدة بحرية لهم.[٤]
خلال القرن العشرين، لعبت وهران دوراً هاماً في عدد من النزاعات التي قامت في المنطقة؛ ففي عام 1940م وخلال الحرب العالمية الثانية لجأ عدد كبير من الجيش الفرنسي إلى المرسى الكبير خلال الهدنة الفرنسية الألمانية؛ حيثُ قامت القوات البريطانية بتدمير معظم الأسطول الفرنسي وإغراقه كي لا يقع في يد القوات الألمانية، كما كانت وهران إحدى الأهداف الرئيسية التي جذبت مطامع عدد من القوات في شمال أفريقيا، وفي عام 1942م احتلتها القوات الأمريكية، وأدّى هذا التعاقب للجيوش الأجنبيّة على زيادة سكان المدينة من الأوروبيين، لكنّ معظمهم غادرها إبّان استقلال الجزائر عام 1962م.[٤]
المراجعالمقالات المتعلقة بمدينة وهران الباهية