تعتبر مدينة فاس الثانية من حيث الكِبَر في المملكة المغربيّة، حيث يزيد عدد سكانها الـ 1.9 مليون نسمة، أسّست هذه المدينة من قبل إدريس الثّاني 808 م على ضفة نهر فاس اليمنى، وكانت العاصمة للدورة الإدريسيّة، وتنقسم مدينة فاس إلى أقسام ثلاث، وهي: فاس البالي التي تعرف بالمدينة القديمة، وفاس الجديد حيث تمّ بناؤها في القرن 13م، والمدينة الجديدة وهي التي بناها الاستعمار الفرنسي خلال فترة استعماره. إنّ مناخ مدينة فاس يعتبر مناخاً قارياً، حيث يكون جوّها معتدلاً في فصل الربيع وأيضاً الخريف، أما في الشتاء فإنّه كثير البرودة.
موقع مدينة فاستقع مدينة فاس في القسم الشمالي الشرقي للمملكة المغربية، فتشغل الساحل المغربي الذي يطلّ على المحيط الأطلسي، الأمر الذي جعل لموقعها المكانة المتميّزة هو وفرة المياه وغزارتها، حيث تحوي على الكثير من المياه والينابيع الجوفية، التي تتفجّر بدورها لتجتمع في سهل سايس الخصيب، فتقوم بتغذية نهر فاس.
تاريخ مدينة فاسدار صراع كبير بين كلّ من الأمويين الذين كانوا يحكمون الأندلس، وبين الفاطميين الذين كانوا يحكمون كلّ من مصر وتونس وليبيا، لتبقى محكومة من قِبَل الأمويين لأكثر من 30 عاماً، فعرفت في ظل هذه الدولة ازدهاراً باهراً، وتشتهر مدينة فاس بأبوابها العديدة، فأذكر من هذه الأبواب: الفتوح، الكيسة، الدكاكين، المحروق، الخوخة، الحديد، المكينة، أبي الجنود، السمارين، جبالة، البرجة، سيدي بوجيدة، شمس، زيات وغيرها.
الزراعة في مدينة فاستكثر في فاس أشجار البلوط الموجودة في الغابات بالقرب من المدينة، وأيضاً الأرز، ونجد أنّ أكثر الأخشاب ذات الجودة العالية تستخرج من هذه الغابات، وأراضيها في المجمل صالحة لكلّ الزراعات، حيث نجد زراعة الحبوب بكل أصنافها، إضافة إلى الكروم، وأشجار الزيتون، والعديد من الأشجار الثمريّة والفاكهة، كالبرتقال والرمّان وأيضاً أشجار التين.
المعالم الأثرية في مدينة فاستمتلك مدينة فاس الكثير من المعالم الأثريّة التي تشتهر فيها، وذلك من تعاقب الحضارات فيها، وخاصّة التراث الإسلامي، حيث زيّنت أبوابها بنقوش وأقواس وتخاريم بارزة، حيث تمّ تشييد أبوابها بما يعرف بـالتربة المدكوكة، وفيها الكثير من الأسواق الشعبية التراثية، كسوق العطّارين، وسوق الحنّاء، وأيضاً العديد أهمّ البيمارستانات والذي يدعى بيمارستان الفرج نسبة إلى فرج الخزرجي من قوم بني الأحمر.
المعالم الدينية والثقافيه في مدينة فاستعتبر المساجد ذات شهرة واسعة في مدينة فاس، ولكن أشهرها جامع القرويين، ويأتي من بعده جامع الأندلسيين، ومسجد الحمراء، وأيضاً مسجد الرصيف، حيث يشار إليهما بالبنان نظراً لما حوته هذه الجوامع من تحف نحاسية وتخاريم مبهرة، وتشتهر مدينة فاس في العديد من المهرجانات التي تقام فيها، إن كانت ثقافية أو دينية، وتعتبر مدينة ثقافية بامتياز، وقد اختيرت عاصمة الثقافة الإسلامية، وصنّفت أيضاً عام 1981 كـتراث إنساني عالمي.
المقالات المتعلقة بمدينة فاس المغربية