مدينة طبريا

مدينة طبريا

تُعرف مدينة طبريّا، بأنّها من أقدم المدن التاريخيّة في الدولة الفلسطينيّة، والتي شهدت أحداثاً كثيرة منذ تاريخ بنائها حتّى يومنا هذا، تتمتّع بمناظر جميلة خلاّبة، تتمازج بين أرضٍ مرتفعة خضراء جميلة، وبين بحيرةً زرقاء تزيد الجوّ صفاءً وروعة. تقع مدينة طبريا حسب التقسيمات الحاليّة إلى الجهة الشماليّة من لواء الشمال الفلسطيني، التابع لمنطقة الجليل الشرقي، وهي تقع على شاطئ بحيرة طبريّا الجنوبي الغربي، وتبعد عن مدينة القدس مسافة تُقدّر بمئة وثمانية وتسعين كيلومتراً إلى الجهة الشماليّة الشرقيّة منها.

تاريخ مدينة طبريا

يعود تأسيس هذه المدينة إلى عام عشرين للميلاد، وقد بُنيت بالقرب من المدينة الكنعانيّة الرقّة، وقد تمّ بناؤها من قِبَل الإمبراطور هيرودس الرّوماني، وهو أحد أنجال الإمبراطور هيرودس الكبير، وقد أطلق عليها هيرودس أنتيباس اسم طبريّا، نسبةً للإمبراطور الأوّل الرّومانيّ طيباريوس قيصر.

كانت هذه المدينة بمثابة مكان يقصده النّاس نظراً لوجود الينابيع السّاخنة فيها، وأيضاً لخصوبة الأرض فيها، وقد شهدت هذه المدينة اهتماماً بالغاً من قِبَل الإمبراطور هيدوروس؛ إذ رآها بمثابة موقعٍ دفاعيّ وحيد له حول بحيرة طبريّا، ولذلك فقد أمر ببناء قلعة بالقرب من الشاطئ، إضافةً إلى أنّها كانت قريبةً من الحمّامات الرّومانيّة التي لاقت عنايةً واهتماماً كبيراً.

تمّ فتح مدينة طبريّا من قِبَل المسلمين عام ستمئة وأربعة وثلاثين للميلاد، بعد أن قاد الحملة القائد شرحبيل بن حسنة، لتصبح هذه المدينة عاصمة جند الأردن، ومن يومها سكنها العرب. تعرّضت هذه المدينة للحملات الصليبيّة؛ حيث تمّ احتلالها من قِبَل القائد تنكرد، وتمّ نزوح العرب منها، إلى أن تمّت استعادتها من قِبَل القائد صلاح الدين الأيّوبي في عام ألف ومئة وسبعة وثمانين، بعد أن تمّت في موقعة حطّين هزيمة الصليبيّين.

تمّكن في عام ألف خمسمئة وسبعة عشر من السيطرة عليها من قِبَل العثمانيّين، وقد قام ظاهر العمر بعد ذلك بحكمها، وكان له ذلك في عام ألف وسبعمئة وثلاثين للميلاد. تعرّضت هذ المدينة لزلزالٍ مدمّرٍ هائلٍ، ومن بعدها تعرّضت أيضاً لسلسلة من الضربات الزلزاليّة التي أدّت إلى زعزعتها وتدميرها عدّة مرّات.

أهمّ المعالم في مدينة طبريا

يوجد في مدينة طبريّا عدد كبير من المعالم والآثار التاريخيّة القديمة، والتي تُظهر تاريخ المدينة العريق، ومنها:

• الجامع الكبير: والذي بناه في القرن الثامن عشر للميلاد ظاهر العمر الزيداني، ويُعرف أيضاً باسم الجامع الفوقاني، والجامعة الزيداني، وموقعه في الحي الشّمالي من المدينة.
• جامع الجسر: وموقعه في الحارة الغربيّة، حيث يقع على ساحر بحيرة طبريّا.
• أسوار المدينة: وهي الأسوار التي تُحيط بالمدينة وهي آثار رومانيّة.
• الحمّامات: وهي من أشهر الحمّامات القديمة الرومانيّة، ذات المياه السّاخنة المعدنيّة.