التَّوحُّد التوحد هو اضطراب يُلاحظ عند الأطفال في سنّ مبكرة، ويتمثل في ضعف التواصل والتفاعل الاجتماعي للطفل مع الآخرين، وللآن لم يتم تحديد الأسباب الكامنة وراء إصابة الأطفال بهذا الاضطراب، ولا يوجد علاج تامّ له، وإنَّما يقصر العلاج على مجموعة من العلاجات السلوكية والتواصلية التي تقلل من أعراضه لدى المريض.
علامات مرض التوحد تختلف أعراض التوحد من شخص إلى آخر، فمنهم من يعاني من أعراض شديدة، وآخرين بدرجة أخف، كما أنَّ بعضهم تظهر عليهم الأعراض في الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة، ومنهم من تتأخر حتى سنّ الثالثة، وليست له مجموعة محددة من الأعراض الثابتة التي تظهر لدى الجميع، وإنّما هناك علامات تشكِّل صورة عامّة له تمكِّن من تشخيص الحالة، ومن هذه العلامات:
- تجاهل الطفل في أشهره الأولى للأصوات من حوله: في العادة يستجيب الطفل للصوت الذي يسمعه، فإن لم تكن هناك ردة فعل للطفل تجاه الأصوات من حوله، قد تكون علامة مبكّرة على التوحد، ولكن يجب الانتباه إلى أن الطفل قد يتجاهل الأصوات المألوفة من حوله، وهذا لا يدعو إلى القلق، وإنَّما هو وضع طبيعي.
- غياب الاهتمام المشترك بين الطفل ومن حوله: بالعادة وعند بلوغ الطفل عمر السنة يبدأ بمحاولة لفت انتباه من حوله إلى الأشياء التي تهمه، كما ينظر إلى الأشياء التي ينظر إليها الآخرون ليحاول فهم الوضع من حوله، وعدم قيام الطفل بهذه التصرفات أحد الأدلة على إصابته بالتوحّد.
- عدم تقليد من حوله: من المعرف عن الأطفال حبهم لتقليد من حولهم ومحاولة ارتداء ملابسهم، أمَّا المصابون بالتوحد فهم لا يحاولون التقليد.
- عدم الاستجابة لردود فعل من حوله: لا يستجيب طفل التوحد للمشاعر التي يظهرها الآخرون له، ففي الوضع الطبيعي إن رأى الطفل أحداً يبكي سيحاول مواساته، أو حتى إنّه سيبكي معه، أما طفل التوحد فلا يلقي له بالاً.
- اللعب دون تفاعل: يلعب طفل التوحد بالأشياء من حوله عن طريق تحريكها ولمسها ولكن ليس بمعنى معيّن، فمثلاً عندما يلعب طفل بسيارة أو طيارة سيحاول تحريكها وتمثيل أنها تعمل فعلاً سواء بالحركة التي تدل على التحرك للسيارة أو الطيران للطائرة بالإضافة إلى إصداره بعض الأصوات في محاولة فعليّة لتقليدها، ولا يلاحظ ذلك على طفل التوحد.
- حركات جسدية غير طبيعية: يواجه طفل التوحد صعوبة في البقاء ساكناً، ويستمر في الحركة والانتقال من مكان إلى آخر، أو عمل حركات أخرى مثل التصفيق، أو التلويح بالأيدي أو الأرجل.
- الاستجابة غير الطبيعيّة للمؤثرات الخارجيّة: لا يبدي طفل التوحد انزعاجاً من الضجيج، ويبدو أكثر تحملاً للألم.
- الغضب من التغيرات البسيطة في نظام الحياة: لا يحبِّذ طفل التوحد التجديد وإنَّما يفضِّل الحياة بشكل روتيني.