محتويات
عجائب الدنيا السبع
توجد العديد من المعالم الإنسانيّة والحضاريّة والشعبيّة التي شكّلت جدلاً عالميّاً خلال العديد من العصور والعقود التاريخيّة، وأصبحت مع الوقت جُزءاً من الآثار البشريّة المصنوعة منذ آلاف السنين على يدّ الأسلاف والقبائل السابقة من الشعوب التي عاشت في الأرض، وتحوّلت بقايا هذه المعالم وآثارها التي ظلّت بعض منها مع مرور الوقت إلى عجائبَ ارتبطت مع تاريخ البشر والإنسان في العالم،[١] وفي عام 2007م وتحديداً في تاريخ 7 تموز (يوليو) اختيرت عجائب سبع عالميّة جديدة، حتّى تحل محل العجائب القديمة.[٢]
عجائب الدنيا السبع القديمة
اختار في عام 200 ق.م شخص يُدعى فيلون البيزنطي مجموعة من المعالم الأثريّة التي صنعها البشر حتّى تكون عجائب الدنيا السبع القديمة في العالم، واعتمد اختيار هذه المواقع والمعالم على رحلات السفر، وشكل الأرض الذي كان معروفاً في ذلك الوقت؛ حيث انتشرت أغلب هذه المواقع ضمن منطقة حوض البحر المتوسط، وشملت العجائب الآتية: هرم الجيزة، ومنارة الإسكندريّة، وحدائق بابل المعلقة، وتمثال رودس، وضريح موسولوس، ومعبد أرتميس، وتمثال زيوس،[٣] وفي ما يأتي معلومات عن عجائب الدنيا السبع القديمة:
الهرم الأكبر
يقع الهرم الأكبر في الجيزة، وهو أول عجائب الدنيا السبع القديمة، ويعود بناؤه إلى الحقبة الزمنيّة بين سنوات 2584ق.م - 2561ق.م، ويُنسَب للفرعون خوفو أحد الفراعنة المصريين، وظلّ الهرم الأكبر لحوالي 4 آلاف سنة أطول وأكبر معلم صنعه الإنسان في جميع أنحاء العالم، وفي الفترة الزمنيّة بين نهاية القرن الثامن عشر للميلاد وبداية القرن التاسع عشر للميلاد بدأت عمليات الحفر الخاصة بالهرم الأكبر.[٤]
حدائق بابل المُعلقة
يعود إنشاء حدائق بابل المُعلقة إلى عصر الحاكم نبوخذ نصر الثاني خلال الفترة الزمنيّة بين سنوات 605 - 562 ق.م؛ من أجل تقديمها هديةً لزوجته، ووصفت هذه الحدائق بأنّها تحتوي على الحيوانات ذات الشكل الغريب ومجموعة من النباتات، ويصل ارتفاعها إلى حوالي 75 قدماً؛ عن طريق توزيعها على مدرجات، ولكن ظهر جدل واضح حول حقيقة حدائق بابل المُعلقة؛ بسبب عدم وجود أيّ معلومات عنها في تاريخ بابل القديم، كما أنّ المُؤرخ هيرودوت الذي كتب عن تاريخ بابل لم يذكر معلوماتٍ حول هذه الحدائق.[٤]
تمثال زيوس
أُسّس وصُمّم تمثال زيوس داخل مدينة أولمبيا عن طريق فيدياس أحد النحاتين المشهورين في اليونان القديمة، ويمثّل هذا التمثال صورةً للإله اليوناني زيوس عند جلوسه على عرشه، ويغطّيه لباس من الذهب وجلد من العاج، ووصل طول التمثال إلى حوالي 40 قدماً، ووضع التمثال في أحد المعابد اليونانيّة، ولكن لم يتفق حجم التمثال مع حجم المعبد، وعند وصول المسيحيّة دُمِّرَ المعبد الخاص بالتمثال؛ بسبب حظر جميع الرموز المرتبطة بالعبادة الوثنيّة؛ ممّا أدّى إلى نقل التمثال لمدينة القسطنطينيّة، ولكنّه تعرض للدمار نتيجةً لأحد الزلازل أثناء الفترة الزمنيّة بين القرنين السادس أو الخامس للميلاد.[٤]
منارة الإسكندرية
ظلّت منارة الإسكندريّة للكثير من القرون أطول معلم صنعه الإنسان في العالم، وعُرِِفت أيضاً باسم فاروس الإسكندريّة، ووصل ارتفاعها بين حوالي 450 قدماً و390 قدماً، وأُسّست في القرن الثالث ق.م في مصر وتحديداً داخل مدينة الإسكندريّة في عصر حُكم المملكة البطلمية؛ من خلال المهندس سوستراتوس اليوناني، واستخدمت منارة الإسكندرية حتّى تُقدم المساعدة للسفن والقوارب أثناء وجودها في نهر النيل، كما ساعدت يوليوس قيصر أثناء هجومه على المدينة للسيطرة عليها.[٥]
كشفت الأبحاث والحفريات العلمية عن وجود مجموعةٍ من النقود احتوت على صور للمنارة، وساعد ذلك على التعرُّف على شكل المنارة الذي يشمل أربعة مستويات ومستواها الرابع يُشكّل قاعدتها، كما وضع في أعلاها تمثال للإسكندر الأكبر أو بطليموس الثاني، ودُمِّرت منارة الإسكندرية نتيجةً لتعرضها لأكثر من زلزال واحد، ولاحقاً في القرن الثالث عشر استخدمت الحجارة المتبقية منها في إنشاء قلعة كيتباي.[٥]
ضريح موسولوس
يعود إنشاء ضريح موسولوس خلال الفترة الزمنيّة بين سنوات 353ق.م - 350ق.م، وينتمي هذا الضريح لموسولوس أحد الحُكام الفارسيين، ويصل ارتفاعه إلى حوالي 45 متراً، وتُغطّيه مجموعة من الزخارف والنقوش، وكان الضريح موجوداً بمنطقة تقع بالقرب من مدينة بودروم الموجودة في العصر الحديث بتركيا، ودُمِّرَ ضريح موسولوس خلال الحقبة الزمنيّة بين القرنين الخامس عشر والثاني عشر للميلاد نتيجةً للزلازل.[٦]
معبد أرتميس
يقع معبد أرتميس في مدينةِ أفسس إحدى المُستعمرات التابعة لليونان القديمة، واحتاج بناؤه حوالي 120 سنة، ولكنه دُمِّرَ بشكلٍ كامل خلال يوم واحد فقط، وانتهى بناؤه في سنة 550 ق.م، ووصل ارتفاع المعبد إلى حوالي 425 قدماً، أمّا عرضه وصل إلى 225 قدماً، وبُنيَ في مملكة ليديا أثناء حُكم الملك كروسوس، وكان المعبد من المباني المدهشة في ذلك الوقت، وفي سنة 356ق.م أشعل شخص يُدعى هيروستراتوس النار في جميع أنحاء المعبد، وبُني المعبد مُجدّداً بعد حرقه، ولكن عندما هاجم القوط المدينة دمّروا المعبد مرّةً أُخرى، ولاحقاً أُعيد بناؤه ولكنه دُمِّرَ بشكلٍ نهائي عند وصول المسيحيين إلى المدينة.[٤]
تمثال رودس
أُسّس تمثال رودس العملاق حتّى يكون تمثالاً للإله هيليوس اليوناني، ويُقدر حجمه بأنّه مساوٍ لحجم تمثال الحُرية الموجود في مدينة نيويورك الأمريكيّة، وصُمِّمَ تمثال رودس من خلال النحات شاريس، ووصل ارتفاعه إلى حوالي 100 قدم، وصُنِّفَ التمثال في ذلك العصر بأنّه أطول التماثيل، وصُوّرَ التمثال إله الشمس اليوناني يرفع شعلة في يدّ ورمحاً في اليدّ الأُخرى، وبُني تمثال رودس خلال الفترة الزمنيّة التي تتراوح بين سنوات 292 ق.م - 280 ق.م، ودُمِّرَ التمثال نتيجةً للزلازل.[٥]
المراجع
المقالات المتعلقة بما هي عجائب الدنيا السبع القديمة