سن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من السنن التي تعطي لكل فرد حقه وتنظم سلوكه وتقضي بمنفعته، ومن هذه السنن التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم كتقرب ٍوحمدٍ لله على ما وهب لنا من ذرية "العقيقة"، والعقيقة في الإسلام تعني الذبيحة التي تذبح بعد ولادة المولود، ذكراً كان أم أنثى، واصل كلمة عق من الشق والقطع، وقيل للذبيحة عقيقة، لأنه يُشق حلقها، كما إن العقيقة كما يُقال هي عقيقة الشعر المولود الجديد.
والعقيقة كما اجمع جمهور العلماء إنها سنة مؤكدة، لما ورد على لسان السيدة عائشة رضي الله عنها قَالَتْ ( أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ أَنْ نُعِقَّ عَنْ الْجَارِيَةِ شَاةً وَعَنْ الْغُلَامِ شَاتَيْنِ وَأَمَرَنَا بِالْفَرَعِ مِنْ كُلِّ خَمْسِ شِيَاهٍ شَاةٌ)، وغيره من الأحاديث التي نصت على مشروعية العقيقة، وقد أوصى الإسلام بان يذبح عن الغلام شاتان مكافئتان، وأما الجارية شاة واحدة، كما يسن أن تذبح في اليوم السابع من ولادة الجنين، فان لم يستطيع في ذلك اليوم، ففي اليوم الرابع عشر من الولادة أو في الحادي والعشرين استناداً للحديث الذي رواه البيهقي، ولم يشق الإسلام على المسلم، فان لم يستطع أن يعق لابنه في تلك الأيام، فله أن يعق بعد ذلك حتى يتيسر حاله.
وتصح العقيقة على كل من يلزم بنفقة المولود فيؤديها من ماله لا من مال المولود، وحسب مذهب الشافعية إنها تسقط عن من لا تلزمه النفقة إلا بإذن من تلزمه، استناداً إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين بإذن والدهما، وإذا بلغ سن الرشد ولم يعق عنه والديه عق عن نفسه، وقد اجمع الحنابلة على أن الأب هو الوحيد الذي يعق عن ابنه إلا إن تعذر عليه بموت أو امتناع.
وأما العقيقة فينبغي أن تكون خالية من أي عيب لا عوجاء ولا جرباء ولا مكسورة أو ناقصة، ولا يباع شيء من صوفها أو لحمها، بل يجوز أن يتصدق أو يؤكل أو يهدى منها، وجوز كسر عظمها، ولا يبلي انتباهاً لمن يقول أن لا يكسر عظمها تفاؤلاً بسلامة الصبي، فلا أصل في ذلك على الإطلاق، وأشار الشرع إن في هذا الصدد الأضحية او العقيقة مجزية السن، فان كانت من الإبل أن لا يقل عمرها عن خمس سنوات، ومن البقر لا يقل عمرها عن عامان، وان كانت من الماعز أن لا يقل عن سنة، ومن الضان أن لا يقل عن ستة أشهر، واجمع جمهور العلماء على جواز طبخها كاملتاً، فان أعطى أحداً منها شيئاً دون طبخ فلا حرج في ذلك.
ولا يصح شراء عقيقة مذبوحة، فيجب ذبحها وإسالة دمها بنية العقيقة، وبذكر اسم المخصوص بها، فهي كالأضحية تماماً وهذا هو الأرجح وفقاً لما أشارة علماء الدين، كما يجوز أن يعق عن الغلام شاتان بالتقسيط، ولا يشترط أن تكون في نفس الوقت، كما لا يصح أن توزع قيمتها للفقراء، بل يشترط أن تذبح كالضحية,
المقالات المتعلقة بما هي العقيقة