كثيرٌ من الناس الّذين يعانون من رائحة الفم الكريهة يشعرون بالإحراج منها، ويحاولون قدر المستطاع التخلّص منها لما تسبّبه من إزعاجٍ لهم ولمن حولهم، وتكون رائحة الفم قويةً جداً عند الاستيقاظ من النوم صباحاً، أو بعد أن يدخّن الشخص، أو بعد تناول وجبة ذات رائحة مزعجة، وهنالك ممّن يعانون من هذه المشكلة، ولذلك تزداد زيارتهم لطبيب الأسنان للوقوف عند المشكلة وحلّها.
وهنا أتوقّف معكم لمعرفة مسبّبات رائحة الفم الكريهة، وهي مشكلاتٌ متعلّقةٌ إمّا بصحة الفم الداخلية أو مسبّبات خارجية.
المسبّبات المتعلّقة بصحّة الفم الداخليّة - اللسان هو المسبّب الأوّل الّذي يعمل على حدوث رائحة فمٍ كريهة؛ إذ توجد على سطح اللسان شعيراتٌ، لا يستطيع اللعاب التخلّص من كلّ الطعام الّذي يعلق بهذه الشعيرات، فتتكوّن بكتيريا تسبّب رائحة الفم غير المرغوب فيها.
- تسوّس الأسنان؛ فمن المعروف أنّ المكان الأكثر تجمّعاً لبقايا الطعام في الفم هو الأسنان، وليس الحل الأمثل بتنظيف الأسنان بالفرشاة؛ ففرشاة الأسنان لا تصل لداخل السن نفسه، ومع تراكم بقايا الطّعام تتشكّل بكتيريا تؤدّي إلى رائحة فمٍ كريهة.
- الإهمال في النظافة اليوميّة للفم يؤدّي إلى تراكم البكتيريا، وصعوبة التخلّص من الرائحة الكريهة .
- لالتهاب اللثة دورٌ في تشكّل رائحة الفم المزعجة، وذلك من تراكم بقايا الطعام في الفراغ الموجود ما بين اللثة والأسنان.
- الأمراض في الغدد الّتي تشكّل اللعاب بالفم، والتي تعمل على جفاف الفم؛ فللعاب دورٌ في تنظيف بقايا الطعام المتجمّعة في الفم، وعندما يكون الفم جافاً يؤدّي ذلك إلى تراكمها ممّا يسبّب البكتيريا.
- هنالك بعض الأطعمة التي تجعل رائحة الفم كريهةً، ولكن تزول رائحة الفم بمجرّد أكل أوراق النعناع، أو تفريش الأسنان "كالثوم والبصل واللبن".
- وأخيراً لا ننسى أنّ للتدخين أثراً بالغاً على رائحة الفم خصوصاً التدخين على الريق في الصباح؛ حيث يعمل التدخين على جفاف الفم وتقليل اللعاب.
المسبّبات المتعلّقة بصحة الفم الخارجيّة وهنا نذكر أنّ المعنى بعوامل أو مسبباتٍ خارجيّة؛ أي ليست من مكوّنات الفم كالأسنان واللعاب، إلخ، وما يتعلّق بداخل الفم، أمّا المسببات الخارجية فمنها:
- الأمراض الّتي إذا لم تعالج تنتج في الدم ميكروباتٍ لا يتخلّص منها الجسم إلّا عن طريق الرئتين؛ كالسكّري، ولمرض السكري أثرٌ بليغٌ على صحة اللثة والأسنان بشكلٍ عام.
- أمراض المعدة، والارتداد المريئي، وأمراض الجهاز الهضمي، وهو معروف؛ فالجهاز الهضمي متعلّقٌ بالفم بشكلٍ رئيسي.
- الأمراض المتعلّقة بالجهاز التنفّسي؛ كالجيوب الأنفيّة، ومرض الأنفلونزا.
- إنّ لاستخدام الأدوية خصوصاً تلك المتعلقة بالأمراض النفسية والاكتئاب أثرٌ واضحٌ في رائحة الفم الكريهة؛ فمن يتناول هذه الأدوية يجب أن يعلم بأنّه سيتعرّض لهذه الرائحة.