ما هو حق الله على العباد

ما هو حق الله على العباد

حق الله على العباد

إنّ الإجابة عن هذا السؤال الموسوم به هذا المقال ليست مبهمة أو مجهولة، بل هي معروفة في الدين، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثٌ صحيحٌ يبين ويحدد حق الله على عباده، ويبين بالمقابل حق العباد على الله في حال أدائهم لحق الله، وتلك الإجابة نجدها واضحة جلية في الحديث الذي رواه معاذ بن جبل، حيث قال: « قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، أتدري ما حقهم عليه؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال أن لا يعذبهم. » [متفق عليه].

فحق الله على عباده هو أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، فإن أدوا لله هذا الحق، كان لهم بالمقابل حقٌ على الله بأن يدخلهم الجنة، وألا يعذبهم في نار جهنم، فيجب على كل المسلمين أن يؤدوا هذا الحق لله، حتى يؤدي الله لهم حقهم.

إن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الجن والإنس عبثًا، وإنما خلقهم لعبادته وحده لا شريك له، فتوحيد العبادة لله هو حق الله على هذان الثقلان، ولكي يتمكن المسلم من عبادة الله وحده لا شريك له، يجب عليه أن يتعلم التوحيد وكيفية أداء العبادات وشروطها وأن يتجنب نواقضها، فلا يعبد الله تعالى إلا بما شَرَع، ولا يعبده إلا مخلصًا له في قلبه، فلا يكون في هذه العبادات أي شيءٍ من البِدَع ومحدثات الأمور، ولا يكون فيها رياءٌ أو نقاق.

وحتى يتمكن المسلم من أن يُوَحِّد الله في عبادته، يجب عليه كل أن يعرف كلمة التوحيد التي يرددها دائمًا، وأن يعمل بمقتضياتها، فكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) لا تنفع قائلها من دون معرفة معناها، ومن دون أداء حقوقها ومقتضياتها، فعلى كل مسلم أن يكون مدركًا لمعناها، وعاملًا بمقتضاها. فكلمة التوحيد تعني أنه لا معبود بحقٍ إلا الله، وتقتضي ألا يَصْرِف العبد أيَّ نوعٍ من العبادة لغير الله عز وجل، فلا يصلي لغير الله، ولا يسجد لغير الله، ولا يدعو غير الله، ولا يتوكل على غير الله، ولا يتوسل بغير الله، ولا يستغيث بغير الله. فالله عز وجل هو مالك الملك، وخالق الخلق، ومدبر الأمر، وبناءً على هذا، فهو الوحيد الذي يستحق أن يُعْبد، فلا معبود بحقٍ سواه.

وختاماً نسأل الله أن يعيننا على أداء هذا الحق، ونسأله أن يرحمنا ويتلطف بنا، وأن يقينا شر العذاب، وأن يدخلنا فسيح جنانه.

 

المقالات المتعلقة بما هو حق الله على العباد