بدايةً ، لا بدّ لنا من التعريف بـ ( من هو اللاجئ ) و بـ ( حقّ اللّجوء ) بشكل عام ، قبل الخوض في اللجوء السياسيّ بشكل خاص .
من هو اللاجئ ?
اللاجئ هو كلّ إنسان ترك بلده الأمّ هارباً ، طالباً الحماية و العيش في بلدٍ آخر نتيجة معاناته من الاضطهاد ، و رافضاً أن يبقى في حماية بلده الأصلي .
حقّ اللجوء:
كثُرت التعريفات عن حقّ اللجوء لتصبّ كلها في حماية بلدٍ آخر للإنسان ، بهدف التعبير عن رأيه بكلّ حريّة ، بعد أن كان مضطهداً و مقموعاً في بلده الأم ، إمّا لمعتقداته الدينيّة ، أو لفكره و آرائه السياسيّة . و هو حقّ إفراديّ ، يُعامل كلّ لاجئ بمفرده ، و ينظر بأمره .
حقّ اللجوء السياسيّ :و فقاً لاتّفاقيّة حقوق الإنسان الدوليّة ، فإنّ حقّ اللجوء السياسي مكفول لأيّ إنسان مورست بحقّه الاضطهادات بشتّى أنواعها ، من فقر و جوع و بطالة و قمع ، فهو حقّ قضائيّ ، يخضع بشكل خاص لقانون اللاجئين ، المتفرّع عن القانون الدولي المهتم بشكل عام بحقوق الإنسان ، الذي نظمت مبادئه في اتفاقية جنيف ، من خلال الأمم المتحدة عام 1951 ، حيث وقّعت عليه مئة و ثلاثين دولة .
كثُرت في العشر سنوات الأخيرة قوافل اللاجئين من مختلف أنحاء العالم ، و لا سيما عالمنا العربيّ ، بعد تفاقم الخلافات و الصراعات الداخليّة ، في ظلّ خلق ربيع عربيّ مزعوم ، لم يجنِ على الأمّة العربيّة إلاّ الويلات ، من دمار و نزوح و تشرّد و جوع و فقر و قتل و موت ، حيث ثارت أغلب الشعوب على حكّامها ، بطريقةٍ هوجاء غوغائيّة أميّة غير منظّمةٍ و غير واعية ، كمحاولة لاقتلاع الحاكم ، ليجد نفس هذا الثائر يعاني الأمرّين في حرب أهلية ، و نزاعات مسلّحة دخيلة على بلده ، انتهكت فيها كلّ حقوقه المدنيّة و الأمنيّة ، فيسعى للجوء لبلدٍ آخر حفاظاً على بقائه طالباً الحمادية الدوليّة .
و لا يخفى على أحد تعرّض أغلب اللاجئين في الدول الملتجئين إليها ، للمعاملة البشعة غير الإنسانيّة ، من تعذيب و قهر عقاب مشين .
و قد نصّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة ( 14 ) على أنّ لكلّ فرد الحقّ في اللجوء إلى أيّ بلدٍ ، هروباً من الاضطهاد الذي يلحق به . و هذا الحقّ لا ينتفع منه إلاّ الجرائم السياسيّة .
و لأنّ لكلّ دولة سيادة ، فإنّ حقّ اللجوء على أراضيها هو قرار سيادي بيد الدولة ، تمنحه لمن تريد ، و تمنعه عمن تريد ، و يحقّ لها رفض مغادرة اللاجئ أراضيها في حال لم يُقبل لجوئه لدولة أخرى .
و إلى الآن ، مازالت دولة اللاجئ ، تنظر إلى الدول التي احتضنت و ساعدت و قبِلت اللاجئ ، على أنّه فعل مشين و عدائي ، و غير ودّي .
و رغم كلّ الجهود و الخدمات للاجئ الإفريقي و الآسيويّ التي تبذلها المفوضيّة العليا لشؤون اللاجئين التابعة لهيئة الأمم المتّحدة ، ما تزال قاصرة غير كافية .
و برغم تواجد الكثيرين من العراقيين في دول الجوار ، إلا أنّهم لم يُمنحوا حقّ اللجوء بعد ، و مازالت معظم بلدان العالم ترفض استقبالهم و لجوئهم ، برغم تسلمهم من قِبَل الأمم المتّحدة كتاباً بحمايتها لهم .
و كم من انتهازي في عالمنا هذا ، قد حفظ قرار حقّ اللجوء غيباً ، و مارسه بكلّ دقّة ، بغية إثارة الفتن و النعرات و التشويه في حقّ دستور و نظام بلده ، مدفوعاً من دولة منفردة أو محاور مجتمعة ، قابضاً ثمنَ لجوئه أموالاً أو شهرةً يلهج لها .
المصادر :
المقالات المتعلقة بما هو حق اللجوء السياسي