الصمغ العربي، هو عبارة عن سائل يميل إلى اللون البني، شفاف لا رائحة له، يذوب في الماء الحار ذو خاصية لزجة، يتميز بطعمه الحامض، ولا يذوب في الكحول، وتفرز هذه المادة من شجرة ( أكاسيا سيال )، هذه النبتة البرية الموجودة على الساحل وفي السودان والصومال أيضاً والسنغال، على الرغم من زراعة هذه الشجرة تاريخياً في غرب آسيا والسعودية.
تعتبر جمهوريّة السودان هي المصدر الأكبر على صعيد العالم في إنتاج مادة الصمغ العربي، بنسبة انتاجية تجاوزت الـ 80% حيث سجلت هذه النسبة في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، أما اليوم فإنّ نسبة إنتاجه هناك لا تتجاوز الـ 50%، وتبقى بالرغم من ذلك هي النسبة الأعلى في العالم، وتعتبر مصدراً للكسب المادّي لمئات الآلاف من السودانيين، لكن عملية تسويقه تتم تحت إشراف الحكومة هناك.
وقد حصل أن بعد هجمات الحادي عشر من أيلول، برزت هذه التجارة على السطح، ونشأت في الغرب ( أسطورة حضرية ) تقول بأن أسامة بن لادن هو المسيطر الوحيد والفعلي على تجارة هذه المادة عالمياً، وذلك بالتعاون مع الحكومة في دولة السودان، ومن هنا تم فرض عقوبات على السودان، ونادى العديد منهم إلى ضرورة مقاطعة الصمغ العربي، في المقابل هدد السفير السوداني في الولايات المتحدة وذلك في مؤتمر صحفي حيث عقد بتاريخ 2007 م إلى حرمان الغرب من مادة الصمغ في حال استمرارية فرض عقوبات على بلاده، مع العلم بأن هذه المادة تدخل في صناعة العديد من المنتوجات المهمة والشهيرة في الغرب كـ ( الكوكا كولا ومادة الصودا ) وغيرها من المنتوجات.
يدخل الصمغ في المقام الأول في الصناعات الغذائية وأيضاً والدوائية، وله استخدامات أخرى كالطباعة الحجرية، فيأتي على شكل مثبت كيميائي، أيضاً يستخدم الصمغ العربي في صناعة الطلاء، وأيضاً ومستحضرات التجميل، ويدخل في صناعة مادة الحبر، وكذلك الأمر في الصناعات النسيجية، وعلى الرغم من أن الصمغ مادة طبيعية غير سامة، إلاّ أنّه قد تم تسجيل العديد من حالات فرط التحسس نتيجة تناوله أو حتّى استنشاقه، وأدّى استخدامه في مواد أخرى إلى حدوث تفاعلات خطيرة خاصة فيما يعرف بـ ( المواد الزرقية ) حيث توقف استعماله لشدة تلك التفاعلات والأضرار الناجمة عنها، ولم تحدد منظمة الصحة العالمية الكمية الضرورية والكافية لدخوله في الصناعات الغذائية، لعدم تمثيله أي خطورة على صحة الإنسان.
المقالات المتعلقة بما هو الصمغ العربي