العصب السابع أو ما يُعرف أيضاً بالعصب الوجهيّ، وهو أحد الأعصاب القحفيّة المزدوجة الاثني عشر (وهي عبارة عن اثني عشر زوجاً من الأعصاب التي تنشأ من الدماغ على عكس الأعصاب الشوكيّة التي يكون منشؤها النخاع الشوكيّ، وهي معروفة بأسمائها وأرقامها). ويقوم هذا العصب بإمداد العضلات المسؤولة عن تعابير الوجه، كتلك المسؤولة عن رفع الحواجب أو إغلاق العينين أو الابتسام أو التحكّم بالشفاه وغيرها، بالإضافة إلى بعض عضلات الوجه الأخرى، كما أنّه يمنح حاسة التذوّق للجزء الأمامي من اللسان، ومن وظائفه أيضاً تغذية العديد من الغدد الموجودة في الرأس، والرقبة كالغدد اللعابيّة والمخاطيّة والدمعيّة.[١][٢]
ومسار العصب السابع معقد نوعاً ما، وله العديد من الفروع، وينقسم هذا المسار إلى قسمين، أولهما حينما يكون داخل الجمجمة، والثاني عندما يخرج منها إلى الوجه والرقبة، إذ يمر عبر قناة فالوبيان في الجمجمة، ومن ثم وراء الأذن فتحتها حتى يصل إلى عضلات الوجه في كلتا الجهتين، ولذلك أي اضطراب أو اختلال في تلك المناطق التي يمر بها العصب السابع قد يؤدّي إلى تضرره أو شلله.[١][٢]
التهاب العصب السابعويسمّى أيضاً بشلل بيل، نسبة إلى الجراح الاسكتلندي تشارلز بيل، وهو شكل من أشكال شلل العصب السابع المؤقتة، يحصل عند تعرض العصب السابع للالتهاب أو الضغط أو التورّم. وغالباً ما تؤثر هذه الحالة في فرد واحد فقط من العصب السابع، فيكون التأثير في جهة واحدة من الوجه، إلّا أنّه وفي بعض الحالات النادرة قد يكون التأثير في الجهتين. ويصيب هذا المرض الرجال والنّساء على حد سواء، كما أنّه قد يأتي على أي عمر، إلّا أنّه يكون أقل شيوعاً في الأعمار الأقل من 15 عاماً والأكثر من 60 عاماً، وتزداد نسب الإصابة به عند النساء الحوامل أو مرضى السكري أو الأشخاص الذين يعانون من التهاب الرئة بالإضافة إلى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائليّ بالإصابة بشلل بيل.[٢][٣][٤]
ويجب التنويه إلى أنّ شلل بيل لا ينتج عن السكتة الدماغيّة أو نوبة نقص التروية للدماغ، إلّا أن هاتين الحالتين فد تسبّبان شلل العصب السابع، ولكنهما يسببان المعاناة في الجزء الأسفل من الفك على العكس من شلل بيل الذي يؤثر في جهة واحدة كاملة من الوجه، بالإضافة إلى العديد من الفروقات فيما بينها، ولذلك تجب مراجعة الطبيب فوراً عن الشعور بضعف مفاجئ في جهة من الوجه للتأكد من عدم الإصابة بهما.[٢][٣][٤]ولا وجود لسبب معروف يقف وراء التهاب العصب السابع، إلّا أنّ الاعتقاد السائد في المجتمع الطبي أنّه ينتج من الإصابة بعدوى فيروسيّة، كالتهاب السحايا الفيروسي أو من فيروس الحلأ البسيط، فعند إصابة العصب السابع بهذه الفيروسات تطرأ عليه التغيرات المصاحبة لهذا الالتهاب، كالتهيّج والتورّم، محدثاً بذلك ضغطاً داخل قناة فالوبيان التي يمر بها، ممّا يقطع إمداد الأكسجين عن الخلايا العصبية، فيحدث فيه شلل مؤقت تصاحبه العديد من الأعراض.
وقد يأتي التهاب العصب السابع مصاحباً للعديد من الأمراض، كالأنفلونزا ومرض ارتفاع ضغط الدم وداء السكري والأورام، بالإضافة إلى التعرّض لضربة على العصب السابع، أو لكسر في الجمجمة، كما أنّه قد يحصل في حالات أخرى كنقص المناعة أو التوتّر. ويعتبر شلل بيل أكثر أسباب شلل العصب السابع شيوعاً، وقد ينتج هذا الشلل أيضاً من العديد من الأسباب، مثل السكتة الدماغيّة، وشلل العصب السابع الخلقيّ أو إلحاق أذى بالعصب السابع إمّا نتيجة لضربة أو جرحه عند إجراء عمليّة في الرقبة أو في الغدّة النكفية إحدى الغدد اللعابيّة تقع أسفل الأذن.[٢][٣][٤]
الأعراض المصاحبة لالتهاب العصب السابعتتفوات شدّة الأعراض المصاحبة لالتهاب العصب السابع ما بين خدر في الوجه إلى المعاناة من شلل كامل فيه. وتبدأ أعراضه بالظهور بشكل مفاجئ، ومن ثم تتفاقم في غضون ثلاثة أيّام، وغالباً ما تختفي بشكل تدريجيّ في غضون أسابيع أو أشهر. أمّا الأعراض المصاحبة لالتهاب العصب السابع فهي على النّحو الآتي:[٥][٢][٦]
تُشفى معظم حالات التهاب العصب السابع في غضون أشهر دون اللجوء إلى أي إجراء طبيّ، إلّا أنّ هنالك بعض الأدوية التي من شأنها تخفيف الأعراض، وقد تساهم في تسريع عمليّة الشفاء. وأبرز الأدوية المستخدمة لتخفيف التهاب العصب السابع تلك المحتوية على مركبات الكورتيكوستيرويد. كما بإمكان المريض استخدام مسكّنات الألم المختلفة لتخفيف الألم المصاحب لالتهاب العصب السابع، مثل أسيتامينوفين، وأيبوبروفين. وقد يلجأ بعض الأطباء إلى استخدام الأدوية المضادّة للفيروسات إذا ما كان سبب الالتهاب الإصابة بعدوى فيروسيّة. كما يُنصح في بعض الأحيان بإجراء العلاج الطبيعيّ لعضلات الوجه. ومن الضروري أيضاً المحافظة على صحة العين، كتغطيتها واستخدام بعض أنواع القطرات لمنع إصابتها بالجفاف.[٧]
المراجعالمقالات المتعلقة بما هو التهاب العصب السابع