تضمّ المملكة الحيوانيّة ملايين الكائنات الحيّة ضمّها وقسمها العلماء إلى قسمين رئيسين، هما الفقاريّات، واللافقاريّات. هذه المملكة جميع أفرادها من حقيقيّات النّواة، وكائنات حيّة مُتعدّدة الخلايا، كما أنّ جميع الكائنات الحيّة في المملكة الحيوانيّة تعتمد في غذائها على كائنات حيّة أُخرى؛ أي أنّها غير ذاتيّة التّغذية. تمّ التعرّف على 800 ألف نوع مُختلف مُوزّع على 36 شعبة، منها شعبة الطّيور، والثّدييات، والزّواحف، والأسماك، والبرمائيّات، وكل تلك الشُّعَب من الفقاريّات. أمّا اللافقاريّات فتتضمّن الإسفنجيّات، واللّاسعات، والدّيدان، والرخويّات، والمِفصليّات، وشوكيّات الجلد.[١]
أضخم الحيوانات اللافقاريةيُعتبر الحبّار العملاق أكبر وأضخم الحيوانات اللافقاريّة المَعروفة على الإطلاق، وأثقلها وزناً في العالم. ومع أنَّ هذه الكائنات لم تكن معروفةً إلا من أجزاء قليلة ميِّتة (بسبب الصُّعوبة الشّديدة للإمساك بها)، إلا أنَّ العلماء قد نجحوا بالقبض على عددٍ منها خلال السِّنين المُنصرمة. كما لا يُمكن مُراقبة هذه الكائنات بطريقةٍ مُباشرة بسبب الأعماق الشَّديدة التي تعيش فيها، لكن العُلماء يعتقدون - من دراسة عيِّناتها - أنَّها تصطاد فريستها بالكمائن، حيث تَستفيد من أعضائها المُضيئة التي تجتذب انتباه الأسماك والكائنات الأُخرى في أعماق البحر لتقترب منها ثمَّ تنقضُّ عليها.[٢]
عَلِم علماء الأحياء بوُجود الحبّار العملاق للمرَّة الأولى مُنذ سنة 1925، وذلك عندما بدؤوا باكتشاف بقايا وأجزاءٍ من جسده في أحشاء حوت العنبر الضَّخم، إلا أنَّه لم يكن بالإمكان مُشاهدة حبّار عملاق كامل (حتى ولو ميتاً) حتّى عام 2003 عندما أمكن الإمساك به لأوَّل مرّة في عُمق يزيد عن 2000 مترٍ تحت سطح الماء، وكان طوله عشرة أمتارٍ، ووزنه أكثر من 500 كيلوغرام، ولذلك فقد أصبح أكبر حيوان لافقاريٍّ عرفه البشر على الإطلاق.[٣]
اللافقاريَّاتالكائنات اللافقاريَّة هي جميع أنواع الحيوانات التّابعة للمملكة الحيوانيّة والتي ليس في أجسادها هيكلٌ عظميٌّ داخليّ أو عمود فقريّ، وهي تُمثِّل الغالبيّة السَّاحقة من جميع الكائنات الحيَّة على الكوكب، إذ يُقدِّر العُلماء عددها بنحو 15 إلى 30 مليون نوع، وهو ما يُعادل 90% أو أكثر من كافَّة أنواع الحيوانات. تعيش هذه المخلوقات في كلِّ أنحاء العالم؛ فقد وُثِّق وجودها حتّى في أعمق الكهوف، وفي قيعان المُحيطات التي يزيد عُمقها عن عشرة آلاف متر، وفي طبقات الغلاف الجويّ العلويَّة، وفي أكثر الصّحاري القاحلة جفافاً وانعزالاً، وفي أبرد المناطق المُتجمِّدة التي تصل درجة حرارتها حتّى -35 مئويَّة.
توجد اللافقاريات في مجموعةٍ شديدة التنوّع من الأشكال والأنواع والأحجام، إلا أنَّها إجمالاً كائناتٌ صغيرةُ الحجم مُقارنةً بالفقاريات؛ فأحجامها على اليابسة تتراوح من أقلّ من ملِّيمتر (ممَّا يجعل رؤيتها مُستحيلة على الأرجح)، وحتى مترٍ إلى مترين، والسَّبب في ذلك هو أنَّ القسم الأكبر من مجموعة اللافقاريات يتألَّف من الكائنات الصّغيرة في الطّبيعة، ومنها الحشرات، والعناكب، والحلازين، والدّيدان، والعقارب، كما أنَّها تشمل العديد من الكائنات المائيَّة، مثل السّرطانات، والأخطبوطات، والحبّارات، وقناديل البحر، والإسفنج وغيرها.[٤]
تمتاز مجموعة اللافقاريّات بالعديد من الخواصِّ المُميَّزة أهمُّها الخاصيّة التي تُعطيها اسمها؛ وهي افتقارها للعمود الفقريّ، فضلاً عن الهيكل العظميّ بالكامل، لكن من جهةٍ أُخرى، لدى جميع أنواع اللافقاريّات تقريباً هيكلٌ خارجيٌّ صُلبٌ نسبيّاً يُساعد على حماية أجسامها، ولكنّها أيضاً قد تكون بطيئة الحركة وصغيرة الحجم بسبب افتقارها إلى العظام.
ليس لدى اللافقاريات أجهزة تنفسيَّة مُتطوّرة؛ فهي لا تمتلك أي رئات، وإنَّما تمتصُّ الهواء عبر الجلد. وتمتلك مُعظم أنواع اللافقاريّات أنسجةً عُضويَّة، ومع أنَّ مُعظم أنواعها قادرةٌ على الحركة، إلا أنَّ بعضها لا تمتلك هذه القدرة، مثل الإسفنج الذي يلتصق بقاع البحر طوال حياته.[٥]
تصنيف الحيوانات اللافقاريةتنقسم الحيوانات اللافقاريّة من حيث التّقسيم العلميّ إلى مجموعاتٍ عديدة تُسمَّى كلُّ واحدةٍ منها شُعبة (بالإنكليزية: Phylum)، حيث تُعتَبر هذه المجموعات هي التّقسيمات العُليا والأساسيَّة لمملكة الحيوانات، ولا يوجد اتّفاق علميٌّ تامٌّ على عدد هذه التّقسيمات، فمع تطوّر العلم يتمّ باستمرارٍ تقسيم المملكة الحيوانيّة إلى شُعب جديدة أو دمج شُعبٍ قديمة مع بعضها، لكن وفي الإجمال يبلغ تِعداد شُعب الحيوانات حوالي 20 إلى 30 شُعبَة، وفي جميع تصنيفاتها لا تخصُّ الحيوانات الفقاريَّة (بما فيها الأسماك، والزّواحف، والبرمائيّات، والثّدييات) سوى شُعبة واحدة من هذه، وأمّا الأُخرى جميعها فهي تعود إلى اللافقاريّات بأنواعها المُختلفة.[٦]
من أهمِّ مجموعات اللافقاريّات المألوفة للنّاس عُموماً الحشرات، والتي تَقع ضمن شُعبة المِفصليّات، ويبلغ تعدادها حوالي المليون نوع، وكذلك الرّخويات (التي تشمل الأخطبوطات، والحبّارات، والحلازين) والتي يبلغ تعدادها 85,000 نوع تقريباً، وأمّا القشريّات (ومنها السّرطانات والجمبريّ) فهي تصل إلى 47,000 نوع.[٧]
من أبرز شُعب اللافقاريات المُصنَّفة علميّاً الآن هي ما يأتي:
المقالات المتعلقة بما هو أضخم الحيوانات اللافقارية