ما هما الخافقان

ما هما الخافقان


معنى الخافقين

الخافقان لغةً كما وردت في المعاجم العربية: هما أقصى أفق المشرق وأفق المغرب، أو حدّ السماء وحدّ الأرض، أو الليل والنهار؛ لأنّ النهار يبدأ في أفق المشرق ويليه الليل في أفق المغرب، وجذر كلمة خافقان هو (خَفَقَ)، فيكون ( خفق، خافق، خفوق، خفّاق، أخفق، خافقات)

لأنّ اللغة العربيّة غنيّة وراقية تجمع الثنائيات في مفرداتها، وتُعَدِّد مدلولاتها، وكلُّ لبيب يفهم مدلولها من خلال سياقها المعروض في الكلام، وترد كلمة خافقين في عدّة مواضع منها ما يأتي بمعنى المشرق والمغرب، ومنها ما يأتي في المدح أو في التغنّي بالشعر، ومنها ما يتعدّى ذلك وترد أمثلة كثيرة على كلمة الخافقين منها ما يلي:

  • فلان ذاع صيته بين الخافقين: أي اشتهر وعرف بين المشرق والمغرب.
  • "أضاء الخافقان بنور طه وشقّ البدر وانتكث التمام"، أي أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام قد ملأ نور ضيائه أمد السماء والأرض.
  • "الخافقان معا فالنجم أيكهما وسدرة المنتهى والحبّ أشباه"، أي يتلاحق الليل والنهار والنجم يصحبهما في دورتهما معاً.
  • أمّا كلمة خافق: فقد تأتي بمعنى العَلَم، أو الراية التى ترفرف عالياً.
  • والخافقان هما قُطْرا الهواء يتلاحقان فيحدثان تياراً متجانساً.
  • في مواضع أخرى تأتي بمعنى الخشوع أو الخوف، أو الوجل، كأن نقول: خفق قلب فلان حينما سمع النبأ، أي وجل وخاف.
  • محمدٌ قلبه خفّاق: أي نابض وجل.
  • وفلان أخفقَ في اختباره: أي لم ينجح فيه.
  • الطفل خفَّقَ نعليه قبل أن يدخل: أي ضربهما في بعضهما ليزيل الغبار عنهما.
  • يحكى للطير جناحٌ خفاق: أي لديه قدرة عالية على الطيران والتحليق.
  • من مشتقاتها كلمة (الخَيْفَق): وتعني الفلاة الواسعة يتلاحق فيها السراب.
  • خَفقت الريح: أي سمع لها حفيف، أي كان صوت جريها عالياً كأنما جناحا طائر تضرب بعضها فتدوي بصوتٍ عميق.
  • يقال للرجل قدمه خفّاق: أي صدر القدم عريض.
  • يقال للمرأة خفاقة الحشى، أي خميصة البطن، بطنها ضامر لا يظهر.
  • مخفِقْ: هو اسم مكان يقال له مخفق كثر فيه النزال.
  • الإخفاق: يحكي للذين يذهبون للغزو ويعودون بلا غنائم، وهنا تأتي بمعنى الفشل وعدم الوصول للغاية المرجوة.

ورد عن البحتري قصةُ تحدٍ بينه وبين صبيٍ يجلس في مجلس الشعراء، وكان البحتري يريد أن يختبر هذا الصبي إن كان أشعر منه أو أقل بلاغة وفصاحةً منه، فسأله البحتري: أشاعرٌ أنت؟ فأجابه الصبي بنعم وإنني لأشعر منك. فقال البحتري: مرحى، وهل تستطيع أن تجيز قولي؟ ليت ما بين مَن أحبُّ وبيني، فسأله الصبي أن كان يريد أن يبعده أم يقرّبه فلكلّ مطلب صياغة مختلفة، ردّ البحتري بأنّه يريد أن يقرّبه، فقال الصبي:

ليت ما بين مَنْ أحبُّ وبيني

مثل ما بين حاجبي وعيني

فدهش البحتري وطلب منه أن يصوغ البيت الشعري بحيث يبعده، فقال الصبي:

ليت ما بين مَن أحبّ وبيني

مثل ما بين الخافقين.

فرد البحتري بابتسامة عريضة حقاً أيها الصبي إنّك لأشعر مني، وجاءت هنا بمعنى بعد المشرق والمغرب.

 

المقالات المتعلقة بما هما الخافقان