معنى الخافقين
الخافقان لغةً كما وردت في المعاجم العربية: هما أقصى أفق المشرق وأفق المغرب، أو حدّ السماء وحدّ الأرض، أو الليل والنهار؛ لأنّ النهار يبدأ في أفق المشرق ويليه الليل في أفق المغرب، وجذر كلمة خافقان هو (خَفَقَ)، فيكون ( خفق، خافق، خفوق، خفّاق، أخفق، خافقات)
لأنّ اللغة العربيّة غنيّة وراقية تجمع الثنائيات في مفرداتها، وتُعَدِّد مدلولاتها، وكلُّ لبيب يفهم مدلولها من خلال سياقها المعروض في الكلام، وترد كلمة خافقين في عدّة مواضع منها ما يأتي بمعنى المشرق والمغرب، ومنها ما يأتي في المدح أو في التغنّي بالشعر، ومنها ما يتعدّى ذلك وترد أمثلة كثيرة على كلمة الخافقين منها ما يلي:
ورد عن البحتري قصةُ تحدٍ بينه وبين صبيٍ يجلس في مجلس الشعراء، وكان البحتري يريد أن يختبر هذا الصبي إن كان أشعر منه أو أقل بلاغة وفصاحةً منه، فسأله البحتري: أشاعرٌ أنت؟ فأجابه الصبي بنعم وإنني لأشعر منك. فقال البحتري: مرحى، وهل تستطيع أن تجيز قولي؟ ليت ما بين مَن أحبُّ وبيني، فسأله الصبي أن كان يريد أن يبعده أم يقرّبه فلكلّ مطلب صياغة مختلفة، ردّ البحتري بأنّه يريد أن يقرّبه، فقال الصبي:
ليت ما بين مَنْ أحبُّ وبيني
مثل ما بين حاجبي وعيني
فدهش البحتري وطلب منه أن يصوغ البيت الشعري بحيث يبعده، فقال الصبي:
ليت ما بين مَن أحبّ وبيني
مثل ما بين الخافقين.
فرد البحتري بابتسامة عريضة حقاً أيها الصبي إنّك لأشعر مني، وجاءت هنا بمعنى بعد المشرق والمغرب.
المقالات المتعلقة بما هما الخافقان