يعرّفُ الدستور على أنّه القانون الأسمى في الدولة، والذي يتمّ من خلاله تحديد شكل الدولة، وحكومتها، ونظام حكمها، وطبيعة السلطات، واختصاصاتها، والعلاقات فيما بينَها، وحدودها، إلى جانب تحديدِه لحقوق المواطنين: أفراداً، وجماعاتٍ، وضمان أداء هذه الحقوق لهم.
عرّفت بعض الأمم مصطلحاتٍ أخرى مرادفة لمصطلح الدستور؛ كالقانون الأساسيّ، وذلك قبل أن تعرف هذا المصطلح الذي يرجع في أصوله إلى اللغة الفارسيّة والذي يعني الأساس. وقد شاع استعمال مصطلح الدستور فيما بعد لدى غالبيّة الأمم.
أنواع الدساتيرتُصنّفُ الدساتير إلى أنواع متعدّدة، وذلك من حيث تدوينها، أو كيفيّة تعديلها، أو مدّتها، أو مضمونها، فمن حيث التدوين هناك نوعان هما: الدساتير المدوّنة وهي التي تكتبُ بنودها في الوثائق الرسميّة الصادرة عن المُشرِّع، والدساتير غير المدوّنة وهي التي تتضمّنُ على القواعد التي تعارف الناس عليها لفترةٍ طويلة من الزمن، إلى درجة صارت بها قانوناً يلتزمُ بتطبيقه كافّة المواطنين في الدولة.
تُقسم الدساتير من حيث كيفيّة تعديلها إلى: الجامدة وهي التي يتمّ تعديلها بإجراءاتٍ مشدّدة جداً، والمرنة وهي التي تُعامل من حيث إمكانيّة التعديل معاملة القوانين العاديّة المعمول بها في البلاد. في حين تقسمُ الدساتير من حيث المدّة إلى: الدساتير الدائمة وهي التي لا يتمّ تحديد مدة زمنيّة معيّنة للعمل بها، والمؤقّتة وهي التي توضع فقط لفترةٍ زمنيّة محدّدة.
تُقسم الدساتير من حيث المضمون إلى: الدساتير المطوّلة وهي التي تحتوي على تفصيلاتٍ كثيرة ومسائل متعدّدة، والدساتير المختصرة وهي التي لا تتطرّقُ إلا إلى الموضوعات الرئيسيّة فقط دونَ تفاصيل.
سمو الدستوريعتبرُ الدستور أعلى قوانين الدولة، وهذا بالضبط ما يعرفُ بسموّ الدستور، ويتمثّلُ هذا السموّ في ناحيتيْن رئيستيْن هما: السموّ الموضوعيّ وهو الذي يُفهم منه أنّ الدستور قانون يتطرّقُ إلى العديد من الموضوعات التي لا تتطرّقُ إليها القوانين العاديّة، وهذا يعني أن الدستور هو قانون الدولة الرئيسيّ الذي يشرح أهدافها، ويحدّدُ شكلها، وكلّ ما يتعلق بها، وبمن يعيشون على أرضها كما أسلفنا سابقاً.
أمّا الناحية الثانية لسموّ الدستور فهي السمو الشكليّ، والذي يقتضي أنّ للدستور طريقةً معيّنة لإجراء تعديلات على بنوده تعتبرُ أشدّ من تلك الإجراءات المتبعة لتعديل القوانين العاديّة، وهذه الناحية لا تتواجد سوى في نوع الدساتير الجامدة فقط.
بما أنّ الناس يتفاوتون في قدراتِهم الاستيعابيّة، وفي الطريقة التي يفهمون بها ما يتعاطوْنَ معه، وبما أنّ الدستور قد يخضع هو الآخر لسوء الفهم هذا، فقد تمّ إيجاد ما عُرف بالمحاكم الدستوريّة التي تعمل على حلّ النزاعات والخلافات التي تتعلّقُ بدستوريّة التشريعات، والقوانين، والأحكام التي تصدرُ عن الجهات المعنيّة داخلَ نطاق الدولة.
المقالات المتعلقة بما معنى الدستور