قد يبدو الأمر في غاية الغرابة أن يكون بول البعير أو الجمال والنوق أو الإبِل فيه فائدة لصحّة الإنسان، وذلك لمعرفتنا المُسبقة أنّ البول يُخرج السموم من أجساد الكائنات الحيّة، ولا يَصحْ اللجوء إليه للعلاج أو التداوي، بيْدَ أنّ الأمر مختلفٌ في حالة البعير أوالأبل، وذلك لما أثبتته التجارب العلميّة الحديثة حول احتواء بول البعير موادّ مفيدة لصحّة الإنسان، بل وتُساهم في علاجه من بعض الأمراض، بعد أن كان يظن أنّ الأمر ليس علماً سنوات بل تجارب البَدو والعرب القُدامى.
مُكوّنات بول البعيرتحتوي أبوال البعيرعلى عناصر البوتاسيوم والبولينا، كما تحتوي على كميات قليلة من حامض اليوريك، والكرياتين، والصوديوم، وما سبق يُفسّر عدم شرب البعير للماء إلا أربع مرّات خلال فصل الصيف، ومرّة واحدة فقط خلال فصل الشتاء، فعنصر الصوديوم يعمل على الاحتفاظ بالماء داخل أجساد الإبل كما يُعيد استخدامها داخل الجسد، وهذا يُقلّل كثيراً من إدرار البول لدى البعير، ويُعّد أفضل أنواع بول الإبل التي يمكن الاستفادة منها لأغراضٍ علاجية بول الإبل البِكر.
فوائد بول البعيرقال تعالى: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبل كَيْفَ خُلِقَتْ) [الغاشية:17]الغاشية، ممّا يدل على عظمة تكوين جسد الإبل بأجزائه الظاهرة والباطنة، فالواجب اكتشافها والاستفادة منها ومن ثمّ التفكّر بها، وروى أنس رضي الله عنه: (أن ناسًا اجتَوَوا في المدينةِ، فأمَرهمُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يَلحَقوا براعِيْه، يعني الإبلَ، فيَشرَبوا من ألبانِها وأبوالِها، فلَحِقوا براعِيْه، فشَرِبوا من ألبانِها وأبوالِها، حتى صلَحَتْ أبدانُهم، فقتَلوا الراعيَ وساقوا الإبلَ، فبلَغ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فبعَث في طلبِهم فجيء بهم، فقطَع أيدِيَهم وأرجلَهم، وسمَر أعيُنَهم)، وقال صاحب القانون ابن سينا :"وأنفع الأبوال: بول الجمل الأعرابي".
المقالات المتعلقة بما فوائد بول البعير