العرق
هناك الكثير من الأمور الخفية والغريبة في جسم الإنسان، فالكثير من الناس يظنون أنّ بعض الأجزاء والعمليات التي يقوم بها الجسم لا حاجة لها، غير مدركين أنّ كلّ عمليةٍ حيويةٍ مهما كانت صغيرةً فإنّ لها دوراً مهماً لا يمكن الاستغناء عنها، ولعل أبرز هذه العمليات الحيوية التعرق، فالجسم يحتوي على أكثر من خمسة ملايين غدّةٍ عرقيةٍ موزعةً في جميع أنحاء الجسم، والعرق أحد الإفرازات الطبيعيّة التي تخلص الجسم من فضلاته بطريقةٍ صحيةٍ وطبيعيةٍ، كما يسهل على الإنسان التمتع بحياةٍ صحية بعيدة عن الكثير من الأمراض.
من الضروري معرفة أنّ الروائح التي ترافق خروج العرق من الجسم ليست بسبب عملية التعرق بحدّ ذاتها، وإنّما بسبب اختلاط الإفرازات العرقيّة مع البكتيريا، والفطيريات الموجودة في مسامات الجلد، وعلى سطحه الخارجي.
فوائد العرق للجسم
- المحافظة على درجة حرارة الجسم الطبيعيّة، فالتعرق من أفضل الآليات التي يتبعها الجسم حتّى يحافظ على درجة حرارته ضمن المعدلات الطبيعية، حيث إنّ الوظيفة الأساسيّة للتعرق هي تبريد الجسم، لاسيّما أثناء القيام بمجهودٍ يؤدّي إلى رفع درجة حرارة الجسم الداخلية، مثل: التمارين الرياضيّة، أو المشي تحت أشعة الشمس المباشرة.
- المحافظة على صفاء الوجه، ونضارته، فالتعرق يفتح مسامات البشرة، مما يساعد على خروج السموم منها، بالإضافة إلى عدم تراكم الزيوت والجلد الميت، وبالتالي عدم ظهور الأورام الصغيرة، أو البثور، والحبوب وما يرافقها من آثارٍ على البشرة، لذلك يُنصح بالقيام بحمامات البخار بين فترة وأخرى؛ لتنظيف البشرة من الترسبات الموجود في مساماتها.
- ينشط الدورة الدمويّة، ويزيد من معدلات نشاطها، حيث إنّ عملية التعرّق تزيد معدل نبضات القلب، ممّا يتسبّب في زيادة حركة الدم في الجسم، لذلك ينصح بالقيام ببعض التمارين من حين لآخر بهدف تحسين نشاط الدورة الدموية من خلال التعرق.
- المساعدة في محاربة العدوى باختلاف أنواعها، فالعرق يلعب دوراً مهماً في طرد البكتيريا الضارة بالجسم، وكذلك الفطريات التي تشكل خطراً على جسم الإنسان، فهو يحتوي على مادة النيتريت التي تتحوّل فور وصولها لطبقات الجلد الخارجيّة إلى غازٍ فعّالٍ في مقاومة الجراثيم على اختلاف أنواعه ويدعى هذا الغاز بأكسيد النتريك.
- يخلّص وينظف الجسم من السموم التي تضره، إذ يُعد العرق من أهمّ العلاجات الطبيعية التي تفيد في تنظيف الجسم من سمومه ومايكروباته، فهو يحتوي على الكثير من المركبات والمعادن السامة مثل: الكادميوم، والألمنيوم، والمنغنيز.
عند زيادة نسبة التعرق فهذا يدلّ على وجود خللٍ ما، لذلك يجب مراجعة الطبيب، ومن أسباب فرط التعرق: الإصابة بمرض السكري، أو فرط نشاط الغدّة الدرقيّة، أو الإكثار من تناول المشروبات الكحوليّة، أو القلق.