المنافقين يُعتَبر صنف المُنافقين من المسلمين من أشدّ الأصناف خطورةً على المجتمعات العربيّة والإسلاميّة، وتكمن خطورة هذا الصّنف من النّاس في كونه لا يعرف في المجتمع بصورته وإنّما يعرف بالسّمات والصّفات التي تميّزه عن غيره من النّاس، وقد عد الله سبحانه وتعالى هذا الصّنف العدوّ الأوّل للدّين والمسلمين متوعّدًا إياه بعذابٍ أليم حيث يستحقّ المنافق منزلة الدّرك الأسفل في النّار جزاءً عادلًا له على أعماله ومكائده وخبث سريرته .
أبرز صفات المنافقين يحتار المسلم الصّادق المخلص أحيانًا في معرفة المنافق في الأمّة، لذلك بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام علاماتٍ للمنافق يعرف من خلالها فيطلق عليه صفة منافق إذا اجتمعت فيه، كما ذكر في القرآن الكريم صفاتٍ للمنافقين على عهد النّبي عليه الصّلاة والسّلام وتنطبق على المنافقين في كلّ زمان، ومن هذه الصّفات نذكر :
- الكذب في الحديث؛ فالمنافق قلّ ما يصدق في حديثه مع النّاس، فجبلة النّفاق في نفسه تأبى عليه أن يحدّث حديث صدق لأنّه يكره الصّدق ويحبّ الكذب والتلوّن الذي يحقّق له مآربه وأهدافه .
- الخيانة في الأمانة، فالمنافق لا يفي بالأمانة التي يحملها لأنّ طباعه السّيئة تأبي عليه الوفاء بالأمانة وتأديتها على وجهها.
- الخلف في الوعد؛ فالمنافق إذا وعد أحدًا موعدًا لا يفي بوعده، وإنّما يتخلف متذرّعًا بأسباب واهية مكذوبة.
- الفجور في الخصومة؛ فالمنافق من صفاته أنّه إذا اختلف مع إنسان ولو على أمرٍ بسيط رأيته يفجر في الخلاف ويتمادى لأنّ علاقاته مع النّاس مبنيّة على المصالح الآنيّة، ولا اعتبارات لديه للصّداقة الحقيقيّة والأخوة الإنسانيّة .
- كثرة الأعذار؛ فالمنافق يقدّم الأعذار الكثيرة وخاصّة عندما يريد الابتعاد عن المسؤوليّة أو حيث تتطلّب منه الأحداث مواقف تظهر معدنه الأصيل، ومثال على ذلك ما كان يقدّمه المنافقون على عهد النّبي عليه الصّلاة والسّلام من أعذارٍ واهية للتنصّل من الجهاد.
- كثرة اللّمز والكلام في النّاس؛ فالمنافق يلمز ويتكلّم كثيرًا في أعراض النّاس، فإذا رأى مَواقف بذل وإنفاق لمز في عطايا النّاس وصدقاتهم واستهان بقيمتها، وفي المقابل يعظّم المنافق من قيمة ما يقدّمه، ويحرص على إظهار ذلك العطاء أمام النّاس حتّى يحمد على فعلته .
- التّكاسل في أداء العبادات؛ فالمنافق يتكاسل في العبادة وتراه يتعذّر بأسبابٍ واهية لتخلّفه عن شهود الجماعات، وإذا خرج رأيته يرائي النّاس في ذلك .
- التّربّص بالأمّة؛ فالمنافق يفرح في نفسه إذا أصاب المسلمين ضرٌّ وهزيمة، بينما لا تفرحه أخبار الانتصارات التي يحقّقها المسلمون على عدوّهم لأنّه يوالي أعداء الأمّة ويناصرهم على أمّته.