سورة الكافرون
نزلت سورة الكافرون في مكّة المكرّمة بعد سورة الماعون، أمّا آياتها فيبلغ عددها ستّ آيات، وترتيبها السورة السادسة بعد المائة بحسب ترتيب السور في المصحف الشريف، في الجزء الثلاثين والأخير قبل سورة الكوثر وبعد سورة النصر، وهو ما يعرف بجزء عم، وتأتي المناسبة لما قبلها بأن الله تعالى أمر الرسول بعبادته في السورة السابقة لها وشكره عل ما أنعمه عليه،وذلك بإخلاصه التام لعبادته عز وجل.
سبب نزول سورة الكافرون
ورد في سبب نزول سورة الكافرون بأن جماعة من كبار وكفار قريش قد أتوا رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعرضوا عليه أن يشاركوه في عبادة الله سبحانه وتعالى وأن يؤمنوا بما نزله الله عليه، ولكن بشرط أن يشاركهم الرسول عليه السلام ومن اتّبعه من المسلمين في عبادتهم لآلهتهم وأصنامهم وأوثانهم لفترة من الزمان، فأنزل الله تعالى هذه السورة ليقطع أي مجال للمفاوضة في الشرك في عبادته عزّ وجلّ.
روي عن ابن عباس رضي الله عنه بأن جاء الرسول عليه السلام نفر من قريش، ووعدوه بأن يقدموا له أموال كثيرة حتّى يصبح أغنى رجل فيهم، وبأن ينكحوه ما يطلب من النساء، وأن يصلوه ويودوه، بشرط أن يتوقّف عليه السلام ومن اتبعه من المسلمين عن سب آلهتهم وذكرها بالسوء، وحين رفض الرسول عليه السلام أموالهم ونسائهم قدموا له عرضاً آخر للإصلاح فيما بينهم، وهي أن يعبد كفار مكّة ومعهم رسول الله عليه السلام والمسلمون آلهتهم أي اللات والعزة لعام كامل، ثمّ يعبدون إله محمد عليه السلام أي الله عزّ وجلّ للعام الذي يليه، فإن وجدوا ما هم عليه خير بقوا عليه، وإن وجدوا دين محمد خير التزموا به، ورداً على ذلك أنزل الله تعالى وحيه جبريل عليه السلام إلى الرسول الكريم ليتلو عليه آيات سورة الكافرون.
تفسير سورة الكافرون
زلت السورة بأساليب النفي والتوكيد والتكرار لتضع نهاية لكل قول أو مساومة على الشرك بالله تعالى، وتؤكد على ضرورة إعلان التوحيد بالله تعالى وخلو النفس من الشرك والكفر.
المقالات المتعلقة بما سبب نزول سورة الكافرون