كما تحدثت عن العقيدة وتوحيد الله عزّ وجل، وكذلك عن البعث يوم القيامة، وسبب نزول سورة الروم له مناسبة عظيمة ومعجزة تدلّ على صدق النّبي صلى الله عليه وسلم، فكل آية تنزل في القرآن الكريم لها معاني كثيرة وهي وحيٌ من الله تعالى.
سبب نزول سورة الرّوم.قال الله تعالى :(الم ،غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ، فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ، بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)، نزلت هذه السورة تبشيراً للمسلمين بأن الروم سيغلبون الفرس بعد سنين من خسارتهم.
قبل نزول هذه الآيات الكريمة كان هناك قتالٌ عنيفٌ ما بين الفرس والرّوم للسيطرة على الجزيرة العربية، فأرسل كسرى ملك الفرس جيشاً من الفرس لقتال الروم فقتلوهم وخربوا مدائنهم، وردّ قيصر الروم على ذلك فأرسل جيشاً إلى البصرى لقتال الفرس لكنهم خسروا حينها، ففرحت قريش بفوز الفرس المجوس أمثالهم، وحزن المسلمون لخسارة الرومان.
يعتبر الرومان من أهل الديانات السماوية التي أنزلها الله تعالى على الناس قبل ختم الأديان برسالة الإسلام رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأما الفرس فإنهم من الأقوام التي تعبُد الأوثان ولا يؤمنون بأية ديانة سماوية، ودلت هذه الآية الكريمة بأن المسلمين سيفرحون بانتصار الروم فكلاهما من أهل الأديان السّماوية.
فنزلت هذه السورة مقتاً لمشركي أهل قريش، وتذكيرهم بأن أهل الكتاب سيغلبون الوثنيين، فقريش والفرس هم وثنيون يعبدون الأوثان، ولهذا فرح المشركون عندما انتصر الفرس في معركتهم الأخيرة، فقال كفار قريش للمسلمين:( الروم يشهدون بأنهم أهل كتاب وقد غلبتهم الفرس، وأنتم أيها المسلمون تزعمون بأنكم ستغلبوننا بكتابكم الذي نزل على نبيكم، سنغلبكم كما غلب الفرس الروم).
أنزل الله تعالى الآيات الأولى من سورة الرّوم تثبيتاً للمسلمين وتبشيراً لهم بأن الرّوم ستغلب الفرس بعد سنين، ففرح المسلمون بهذا الفوز لأن أهل الكتاب غلبوا المجوس، وقد صادف فوز الروم على الفرس مع غزوة بدر التي انتصر فيها المسلمون على أهل قريش.المقالات المتعلقة بسبب نزول سورة الروم