عمليات التجميل انتشرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب التطور التكنولوجي في المجال الجراحي و الذي تبعه انخفاض تكاليف ذك النوع من العمليات بشكل كبير ، رغم الإرتفاع النسبي الذي مازال قائماً و التعرض لمخاطر فشل تلك العمليات التي تؤدي في العديد من الحالات إلى تشوهات خطيرة عند العديد من المرضى . و تتجه العديد من السيدات إلى عمليات التجميل بغرض اتباع الموضة السائدة ، إلى جانب العمليات التجميلية التي يكون لها أسباب طبية أو مداواة لمشاكل خلقية . و قد فند الشرع حكم كل حالة من تلك الحالات ، و فيما يلي سوف نستعرض تلك الحالات بالنسبة لعملية تجميل الأنف في محاولة لعدم ترك مجال للشك في مدى حرمانية تلك العملية أو مشروعيتها من وجهة نظر الدين الإسلامي .
الحالة الأولى هي حالة إجراء عملية تجميل للأنف بعد وقوع حادثة أدت إلى كسره و تشوهه من حيث بروز زيادة عظمية أو حدوث تغير في شكل الأنف بسبب تهشم الجزء الغضروفي فيه أو غير ذلك ، و تؤدي مثل تلك الحالات إلى مشاكل نفسية للشخص و عدم الثقة بالنفس بسبب التشوه الذي لحق بالأنف ، مما يؤدي إلى عدم القدرة على التعامل مع الآخرين بشكل طبيعي و صعوبة إقامة علاقات إجتماعية يسود فيها مبدأ الثقة بالنفس ، و في بعض الحالات يسبب ذلك إكتئاباً شديداً للشخص و إتجاه نحو العزلة الإختيارية هرباً من الآخرين و كره الذات . إن تلك الحالة كما أسلفناها يجوز فيها بشكل قطعي إجراء عملية تجميلية لإزالة العيب الموجود و إعادة الأنف إلى الوضع الذي كان عليه في السابق و لدفع الضرر عن الشخص من حيث إمكانية تأثير ذلك على حالته النفسية و علاقاته الإجتماعية .
و الحالة الثانية هي إجراء عملية تجميل الأنف لوجود عيب طبيعي منذ الولادة ، كأن يكون الأنف مائلاً أو مشوهاً أو أفطس بشكل كبير ، أو كبيراً جدا لدرجة تسبب الأذى للشخص ، ففي تلك الحالة يجب العلم بأن الأصل هو عدم جواز تغيير هيئة الإنسان أو شكله لغير سبب كبير ، و لكن يمكن اتباع قاعدة إزالة الضرر إذا ما كان الأنف بشكله الحالي يسبب الأذى النفسي للشخص و يعرضه لمواقف محرجة . أما الحالة الثالثة فهي أن يكون الأنف طبيعي الشكل و الحجم و يريد الشخص تغيير شكله بسبب ظهور حالة عامة أو موجة من الموضة تؤيد الشكل الجديد لأنف مستقيم أو صغير على سبيل المثال ، و في تلك الحالة فإن الشرع يحرم إجراء مثل تلك العملية و تعد معصية و تغيير لخلق الله .
المقالات المتعلقة بما حكم عملية تجميل الانف