ما حكم الطلاق في رمضان

ما حكم الطلاق في رمضان

حثُنا ديننا الحنيف على الزواج، قال تعالى (مِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) سورة الروم و قال صلَى اللَه عليه وسلم :( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ) ، فالزواج يسبب السكينة والإستقرار وصفاء الذهن لذلك يصبح المسلم قادرا على أداء العبادات و الواجبات المطلوبه منه وبالتالي تحقيق الرسالة التي خلق من أجلها و هي إعمار الأرض.

ونظراً لظروف الحياه وإجتهاد الشياطين على التفريق بين المرء وزوجه- وهي من أعظم الأعمال التي يفرح بها قال الرسول الكريم صلى اللَه عليه وسلم (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى المَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فِي النَّاسِ فَأَقْرَبُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدَهُمْ فَيَقُولُ مَا زِلْتُ بِفُلاَنٍ حَتَّى تَرَكْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا. فَيَقُولَ إِبْلِيسُ لاَ وَاللَّهِ مَا صَنَعْتُ شَيْئاً. وَيَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَـيْنَهُ وَبَـيْنَ أَهْلِهِ. قَالَ فَيُقَرِّبُهُ وَيُدْنِيهِ (ويلتزمه) وَيَقُولُ نِعَمَ أَنْتَ) منقول عن صحيح مسلم ، تحدث المشاكل بين الأزواج في جميع البيوت ومنها ما يتم حلها بعقلانية ومنها ما يؤدي وللأسف إلى الطلاق . هناك أنواع للطلاق منها ما يتم التفريق بين الزوجين إذا تم ومنها لا يقع لظروف الطلاق و منها  : الطلاق الذي يقع من الشخص السكران وهنا اختلف العلماء هل يقع أم لا و الأرجح أنه لا يقع بسبب ذهاب عقله حيث أن المسكر من المواد التي تذهب عقل الإنسان قال ابن القيم (زائل العقل إما بجنون أو إغماء أو شرب دواء أو شرب مسكر لا يعتد به) و من أنوع الطلاق الذي لا يقع أيضاً طلاق الغضبان ، قال صلى الله عليه وسلم (لا طلاق و لا عتاق في إغلاق ) رواه أحمد ابن حنبل حيث أنه عند الغضب يصبح الإنسان غير متزن ولا يعي ما يفعل أو يقول و قد نهى الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم– عن الغضب فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : اوصني قال ( لا تغضب ، فردد مرار ، قال : لا تغضب ).

ولكن هناك من يظن أنه يستطيع أن يجد له عذرا و مهربا من أن يقع الطلاق أم لا إذا تلفظ بها ومنها الطلاق في شهر رمضان المبارك حيث يكون الصائم من التعب والإعياء ما يجعله عصبيا و للأسف لا يستغلون هذا الشهر لأعمال الخير وإنما يجعلونه امتناع عن الطعام والشراب فقط ولا يمتنعون عن باقي المحرمات فتكثر حالات الطلاق في هذا الشهر الفضيل، أما عن حكم هذا الطلاق فهو واقع ويعتبر طلاقا تاما، فذريعة الصيام لا تمنح المطلق عذرا شرعيا للطلاق وإنما تقع عليه نفس أحكام الطلاق في باقي أشهر السنه .

المقالات المتعلقة بما حكم الطلاق في رمضان