الفقه لغة من العلم بالشيء، فيقال فلان فقيه أي عالم، وفقه الصيام هي كل ماورد في فريضة الصيام من علم يشتمل على نصوص قرآنية وأحاديث وما يتضمّنه هذا العلم من أحكام وآداب وغير ذلك، وعلى المسلم الحريص على الإلتزام بدينه أن يحرص على تعلّم العلم الخاص بالعبادات المفروضة ومن بينها عبادة الصيام، وإنّ من فقه الصيام معرفة فرضيته في الكتاب والسنة المطهرة، ففي القرآن الكريم قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم )، وفي الحديث الشريف بيان لما بني عليه الإسلام من أركان ومن بينها ركن الصيام حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس ومن بينها صيام شهر رمضان المبارك .
وإنّ هناك عدد من الأحكام تتعلق بفرضية الصيام، فهو ركن واجب على كل مسلم عاقل بالغ قادر خالي من موانع الصيام، وبالتالي فالكفار والمجنون والصغير لا يكون الصيام عليهم واجباً، وهناك من الناس من لا يستطيع الصيام لكبر سنه أو لوجود مانع قهري، وكفارة ذلك أن يطعم عن كل يوم يفطر فيه مسكيناً . وإن للصوم مفطرات نذكر منها الأكل والشرب متعمداًً، والجماع في نهار رمضان، والقيء عمداً، والحجامة على الرأي الراجح، فمن أكل وشرب ناسياً فلا حرج عليه ويكمل صيامه فإنما أطعمه الله تعالى وسقاه كما بين النبي صلى الله علية وسلم، ومن جامع زوجته في نهار رمضان كان آثما في ذلك ووجب عليه أن يقضي هذا اليوم مع تقديمه الكفارة وهي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يجد ذلك فإطعام ستين مسكيناً.
وهناك عدد من الظروف التي يباح فيها للصائم المكلف أن يفطره كأن يسافر إلى بلد آخر، فيفطر إن شاء ثم يكون عليه القضاء، وكذلك الحال مع الأم الحامل التي تخشى على جنينها أو الأم المرضع، والمريض عموماً، فإنّه يباح لهم الإفطار في رمضان، وكذلك المجاهد في سبيل الله تعالى يرخص له الإفطار حتى يتقوّى على الجهاد ضد الأعداء .
وأخيراً هناك آداب لفرضية الصيام، منها الابتعاد عن الرفث والفسوق في الكلام، و من السنة أن يعجل الناس في الإفطار وأن يفطروا على تمرة، ومن الآداب كذلك أن يتسحّر الإنسان لما فيه السحور من البركة، وأن يحرص على التنفّل في هذا الشهر الفضيل بالطاعات والعبادات من صلاة تراويح وقراءة قرآن وغير ذلك .
المقالات المتعلقة بما المقصود بفقه الصيام