المحيط الأطلسي المُحيط الأطلسي أو كما يُسمّى أحياناً بالمحيط الأطلنطي، يَقع في المَرتبة الثانية بعد المحيط الهادي كَثاني أكبرِ محيطٍ في العالم، وتُغطّي مياهُهُ حوالي خُمس مساحة الكرة الأرضية، ويَنقسم المُحيط الأطلسي إلى قسمين رئيسيين هما: المُحيط الأطلسي الشّمالي، والمُحيط الأطلسي الجنوبي.
يُعتبر المحيط الأطلسي من المُحيطات التي تُطلّ عليها عدةِ قارات؛ إذ تُطل عليه قارةُ أوروبا، وقارةُ إفريقيا من الشّرق، وقارة أمريكا الشّمالية وقارة أمريكا الجنوبية من الغرب، وقارة أنتارتيكا من جهة الجنوب، وجزيرة كرينلاند من جهة الشمال.
يُعد المُحيط الأطلسي من أهمّ المناطق التّجارية في العالم، وتمتاز سَواحلُهُ بأنّها تَجمّعٌ لِمعظم الدّول الصناعية، وهو من أغنى محيطات العالم بالثروة السمكية، ومن أغنى المصائد وأكثرها إنتاجاً، ويحلّ في المرتبة الثانية من حيث إنتاج الثروة السمكية بعد المحيط الهادي؛ إذ تبلغ قيمة الإنتاج السنوي للأسماك من مياه المحيط الأطلسي ما يقارب ثمانية وثلاثين بالمئة من مجموع الإنتاج العام في العالم، وهناك أنواعٌ كثيرةٌ من الأسماك تتواجد في مياهه.
أهم الأسماك في المحيط الأطلسي - سمك القد: وهو من أهمّ أسماك المحيط الأطلسي، وينتمي إلى عائلة جادوس، ولحمُهُ أبيضٌ وكثيفٌ وسميك، ونكهتُهُ خفيفة، وبالإمكان تقشيرُه بكلّ سهولة، ويعتبر سمك القد من أهمّ الأسماك التي تُستخرجُ منها الزّيوت، ويتمّ استخلاص الزّيت من كبده، وهو غنيٌ جداً بالفيتامينات المُهمة، والأحماض الدّهنية، وأوميغا 3. ينتشر بشكلٍ رئيسي في الجزء الشّمالي من المحيط الأطلسي، ويحلّ سمك القد في المرتبة الثانية من حيث التّواجد في مياه الأطلسي بعد أسماك الرنجة.
- سمك السردين: من أكثر أنواع الأسماك تواجداً في مياه المحيط الأطلسي، ويَعيش بشكلٍ رئيسي في المناطق الغربية من البحر الأبيض المتوسط، وهو ينتمي لفصيلة أسماك الرنجة، حيث إنّ أسماك الرنجة صغيرة الحجم والمتواجدة بكثرة في مياه المحيط الأطلسي يُطلق عليها اسم أسماك السردين، ويتم تَسويقها على هذا الأساس، ويبلغ طول سمكة السردين حوالي ثلاثين سنتيمتراً تقريباً، وهي من الأسماك التي تَعيش قُرب سطح الماء، وتتغذّى على العوالق، ويتمّ اصطيادها بكمياتٍ كبيرة، نظراً لوفرتها الكبيرة في مياه المحيط.
- سمكة اللسان الحلزون فلامنجو: وهي نوع من أنواع الأسماك السامة، التي تعيش في المياه العميقة، وتتناول طعامها من المواد والعوالق السامة، ورغم أنها تتغذّى على المواد السامة إلّا أنّها لا تتأثر بسميتها، ولا تسبّب لها أيّة أضرار؛ بل تُسبّب لها درع وقاية يحميها من الافتراس، لأنها تصبح أسماكاً سامة.
- سمك روج باك بات: وهي تابعةٌ لِفصيلة أسماك السلور، التي تعيش بشكلٍ رئيسيٍ في المياه الغربية للمحيط الأطلسي، ويَصِل طول السّمكة إلى نحو عشرة سنتيمترات، وتفرز مادةً كيميائيةً لِتجذبَ بها الفرائس وتَصطادها.
- سمك القرش (جرجور) : أسماك القرش ينتمي إليها أكثر من ألفٍ نوع، وكلّ نوعٍ يختلف في شراستِهِ وحجمِه عن الآخر، وتعتبر أسماك القرش من أكثر أنواع الأسماك تواجداً في مياه المحيط الأطلسي، ويطلق اسم (الجرجور) على أسماك القرش الكبيرة، وتتميّز بأسنانها القوية والحادة، وعلى عكس الاعتقاد الشائع فإن أسماك القرش في العادة لا تُهاجم الإنسان ولا تعتبره عدواً لها، لكنْ لمسة واحدة من أسنان أسماك القرش كفيلة بالتسبب بجروحٍ عميقةٍ جداً، وتعتبر أسماك القرش من الأسماك المفترسة التي تتغذّى على الأسماك الأخرى.
- سمك نهاش: وهي من أكثر أنواعِ الأسماك التي تَعيش في مياه المحيط الأطلسي، وتمتاز بكثرة قربها من سواحل المحيط، وفي المناطق البحريّة الصخرية، ويبلغ طول أسماك النهاش بين ستين وتسعين سنتيمتراً، ولها ظهرٌ مُحدّب، وأسنانٌ صلبةٌ وقوية، وفمٌ كبير، وذيلٌ شَوكي، وألوانها تميل للأحمر، أو الأخضر، وأحياناً قد تكون مقلّمة، ولها بعض النّقاط السوداء على جوانب جسمها، والبعض منها قد تكون سامة، لِذلك يجب تَجَنُب تناول أسماكِ النهاش كبيرةِ الحجم؛ لأنها الأكثر سُمية.
- سمك التونة: وهي من أشهر أنواع الأسماك، وتصنّف بأنها من ذوات الدّم الدافئ، وتتدرّج ألوان لُحومها من الأبيض إلى اللون الوَردي الفاتح، والأحمر الغامق، وهي من أكثر الأسماك تواجداً في المحيط الأطلسي، وتوجد منها ثمانية أنواعٍ رئيسية، وتعيش أسماك التونة في المياه شبه الاستوائية، والمياه المُعتدلة في المحيط الأطلسي، وقد يصل طولها إلى مِترين، ووزنها إلى مئتين وخمسين كيلوغراماً.
تُعد من الأسماك التي تَمتلك زعانِفَ قوية تُمكّنها من السّباحة بسرعةٍ كبيرة، ومقاومة التيارات القوية في مياه المحيط الأطلسي، وهي في العادة تسبح قرب المياه السطحية، وتعتبر أسماك التونة من الأسماك المُفترسة التي تَتغذى على أسماك الرنجة الصغيرة، وأسماك الماكريل، والقشريات.
- سمك السلمون: يُطلق اسم السلمون على أصنافٍ عديدةٍ من السمك، والتي تَعيش بكثرةٍ في مياه المحيط الأطلسي، وتَنتمي أسماك السلمون إلى عائلة أسماك التروتة، وهي من أغنى أنواعِ الأسماك بأحماض أوميغا 3، وتعتبر من الأسماك المفترسة التي تأكل الأسماك الصغيرة، وقشريات البحر، وتوجد في مياه الأطلسي بكمياتٍ كبيرة.
لا تُغادر أسماك السلمون مياه البحر أَبَداً إلا عندما تَهمُّ بِوضع بيوضها؛ فَتهاجر باتجاه مياه الأنهار لِوضع البيض في المياه العذبة، ومن ثمّ تعود لمياه البحر، وتعيش أسماك السلمون من عامين إلى ثمانية أعوام، علماً بأنّ ارتفاع درجة حرارة المياه قد تَسبّب بموتها، وتستطيع تحمل حرارة المياه لِغاية خمسةٍ وعشرين درجة مئوية.
- سمك الحدوق: تَتَواجد أسماك الحدوق بكثرة في مياه المحيط الأطلسي، وخصوصاً على جانبي المُحيط الأطلسي الشّمالي، وتعتبر من الأسماك كثيرة الانتشار، ويتمّ اصطيادها بكمياتٍ تجاريةٍ، وعادةً تتواجد في مياه المحيط على عمقِ مئةٍ وثلاثةٍ وثلاثين متراً، أما صِغارها فتعيش في المياه الضحلة.
- سمك النازلي: وهي أسماكٌ ضخمةُ الحجم، يصل طولها أحياناً إلى حوالي مِتر ونصف أو أكثر، وتُعتبر من أكثرِ أنواعِ الأسماك التي تعيش في المحيط الأطلسي، وهي تُشبه أسماك القد كثيراً، وتفضّل العيش في المياه الباردة التي يَصل عُمقها إلى خمسينَ متراً، وتُعد من الأسماك المفترسة التي تَتَخذ من الأسماك صغيرة الحجم غذاءً لها، مثل أسماك المصباح، وتضم أنواعاً عديدةً من الأسماك، البعض منها يتم اصطياده بكمياتٍ تجارية.
- سمك الرنجة: تحتلّ المرتبة الأولى بين الأسماك الموجودة في مياه المحيط الأطلسي، وهي أسماكٌ صغيرة الحجم، ولها زعانِفٌ شُعاعية، وتُفضّل العيش في المياه الضحلة ذات الحرارة المُعتدلة، وتكثر في مياه شمال المحيط الأطلسي، وتضم خمسةَ عشرَ نوعاً من الأسماك، وأكثرها تواجداً وانتشاراً هي رنجة الأطلسي.
- سمك الماكريل: وهي من الأسماك المُنتشرة بكثرة في المحيط الأطلسي، وتندرج تحتها عدة أسماك مثل: ماكريللو، ولاكينتو، وتُعد من الأسماك التي تَسبح بسرعة، وتعيش في المياه العميقة. هناك عدّة أنواعٍ من أسماك الماكريل، من بينها (الأطلسي ماكريل)، أو كما تُسمى بالماكريل بوسطن، وهناك أيضاً نوعُ سيرو ماكريل أو( ماكريل سيرو أو رسمت)، والماكريل الأزرق.
- سمك الهادوك: تُعتبر أسماك الهادوك من الأسماك التي تَكثُرُ في المحيط الأطلسي، ويبلغ طولها تقريباً بين خمسةٍ وخمسين سنتيمتراً إلى سبعينَ سنتيمتراً، لكنّها رغم ذلك تُعدّ من الأسماك ذات الوزن الخفيف؛ إذ يترواح وزنها بين اثنين إلى ثلاثةِ كيلوغرامات، ولونها فضي، وتحتوي على نسبٍ كبيرة من الأحماض الدّهنية غير المشبعة وأوميغا 3، والعديد من العناصر المهمة مثل: الفسفور واليود، والفيتامينات مثل: فيتامين أ، وفيتامين د.