النّاقة أو الإبل من الحيوانات الثّديية تَنتمي لِفَصيلَة الجَمليَّات (بالإنجليزيّة: Camelidae) من رتبة شفعيّات الأصابع (بالإنجليزيّة: Artiodactyla)، وَهو أَشهَر الحَيوانَات التي تَعيش فِي الصَّحراء، إِذ يُطلق عَليه لَقب سَفينَة الصَّحرَاء. هناك نَوعان رَئيسان للإِبل؛ فَهناك الجَمَل العَربيّ ذُو السّنام الوَاحِد (بالإنجليزية:Dromedary) الذي قَد يَصِل وَزنه إِلى 726 كغ،[١] وَالجَمَل ذُو السَّنامين (بالإنجليزيّة: Bactrian Camel) الذي يَعيش فِي المَناطِق البَارِدَة مِثل روسيا، وَقد يَصِل وَزنه إِلى 816 كغ، وَيُعتَبَر مِنَ الحَيوانات المُهدّدة بِالانقِرَاضِ.[٢] وَقَد تَنوَّعت سُلالات الإِبل العربي، وَمِن أَشهرها السُّوداني، والصوماليّ، وَالعربيّ، والنَّجدي، وَالبشاري، وَالعُماني، ويبلغ متوسط أعمارها 30-60 سنة.[٣]
قَد تكيَّف الجمل للعَيش فِي الظُّروفِ الصَّعبَة مِن خِلال امتِلاكه السّنام الذي هو عِبَارة عَن كيس دهنيّ يُخَزِّن المَاء والطَّعام مِن خِلاله، إِذ تَستطيع الدُّهون المَوجودَة فِي سنامه عَلى إِبقائِه حيَّاً لِمُدَّة أربع شهور مِن دون طَعام ولِمُدَّة أُسبوع بِلا مَاء، وَيَمتِلك الجَمَل صَفّين مِن الرُّموش التي تَحمي عَينيه مِن الغُبَار، كَمَا تمتلئ أُذنيه بِالشَّعر الكَثيفِ لِمَنعِ دُخول الأَتربة إِلى دَاخِل جسمه، وَيتميَّز الجَمَل بِقدرته عَلى إِغلاق فَتحة أَنفه لِمَنعِ دخول الرَّمل إِليهما، كَمَا يَمتَلِك الجَمَل شَفة عُلويَّة مَشقوقَة وَذلك لِمُساعَدَتِه عَلى تَناول النَّباتَات الشَوكيَّة. وتنتهي أرجله بِخفٍّ عَريض مُنبَسِط يَمنعه مِن الغَوص فِي الرِّمَال، كَما تَحتوي رُكبة الجَمَل عَلى بُقَعٍ سَميكَةٍ مِن الجلد لِمَنعِ إِصابَتِه بِالجروحِ وَحِمايته مِن حَرارَة الرِّمَال.[٤][٥]
صغير النّاقةيُعدّ البدو أَو مُربِي الإِبل هُم مَن أَطلَقوا الأَسمَاء عَلى هَذا الإِبل لِتَمييزها لَديهم، وَكَانَت الأَسمَاء تُطلَق بِالاعتِمَادِ عَلى جِنس وَعُمر وَحَالَة الإِبل كَما يأتي:[٦][٧][٨][٩]
وَهُناك أسمَاء خَاصَّة للذكور مِن الإِبل دُون الإِناث، وَيُعتَبَر اسم الفَحل أَشهَر أَسماء ذُكور الإِبل، وَيُطلَق عَلى الذَّكَر الذي يَقوم بِتَلقيح إناث الإِبل، وَهناك اسم الدّوسر الذي يُطلَق عَلى الجَمَل الضَّخم، وَاسم الهَمَل يُطلَق عَلى الإِبل التي تَسير في الصَّحرَاء دُون رَاعٍ، وَاسم المدفأة يُطلق عَلى الإِبل الخَامِل كَثير الشُّحوم، وَالبَخت يُطلَق عَلى الإِبل الجَميل ذُو العُنق الطَّويل. كَمَا كَثُرَت أَسماء إِناث الإِبل وَتَعدّدت حَسب حَالتها؛ فاسم الحيل أُطلِق عَلى النَّاقَة التي لَم تَحمِل، وَاسم المَيسر عَلى النَّاقَة التي تَرغب بِتَلقيح الفَحل لَها، وَالمعشرة لِلنَّاقَة بَعد ظُهور أَوَّل عَلامات الحَمل لَها، وَالعَشراء للنَّاقَة التي مَرَّ عَشرة أَشهر عَلى حَملها، وَالصَّعود لِلنَّاقَة التي تلد قَبل مَوعِدها، وَخَلفة لَبون للنَّاقَة التي تلد، والخلوج للنّاقة التي يَموت وَليدها، واسم مِقمَاد إِن كَانَت تَملك سنَاماً عَظيماً، واسم شَحردلة إن كَانت حَسناء جَميلَة، وَحرجوج إِن كَانت قَليلة اللحم، واسم عَصوف إِن كَانَت سَريعة فِي المَشي، واسم القودا للنّاقة طَويلَة العنق والظَّهر، واسم القلوص للنّاقة الذَكيَّة وَالصَّابِرَة، وَالمطاية للنَّاقَة التي يُمتَطَى ظَهرها.[٧][٩]
مكانة النّاقة عند العربتَتميّز الجزيرة العربيَّة بِتربِيَة الإِبل؛ فَهذه العَادَة مَوجودَة مُنذ القِدَم، وَما زَالت لِلجِمَال مَكَانةٌ عَاليةٌ عِندَ العَرب؛ فَهي مَصدر رِزق لَهم، كَمَا تُعتَبَر ثَروةً تَعيش مِنهَا العَائِلَة، حيث استفادوا مِن وَبَرها فِي صُنع الخِيَم، كَمَا يُعتَبَر حليبها ثَروة لا تُضاهَى، إذ يُستَخدَم فِي عِلاج كَثيرٍ مِنَ الأَمراض، وَيَتميَّز بِلَونه الأَبيَض المَائِل إِلى الحُمرة،[١١] كَمَا يَحتوي عَلى نِسبَة بروتين تَتراوَح بين 2-5.5%، وَيَتميَّز بِاحتِوائِه عَلى نِسبَة عَالِية مِنَ البوتاسيوم، والحديد، والمغنيسيوم، والزّنك، والنحّاس مُقارَنَةً بِحليب البَقَر، كَمَا أنَّه غَني بفيتامين سي؛ لِذا يُعتبر مصدراً بديلاً فِي المَناطِق التي تَفتقر لِلخُضارِ وَالفَواكِه.[١٢]
وَيُعتَبَر لَحم الإِبل مِن المَصادِر الهَامَّة للبروتين، وَبفضل الإبل تَمكّن العَرَب مِن تَأسيسِ تِجارة لَهم؛ حَيث مَكّنتهم مِنَ السَّفَر وَالتِّجارَة عَبر البلاد، إِذ نَقَلت الجِمال أَنواعَاً مُختَلِفَةً مِنَ السِّلَع وَالبَضائِعِ مِثل: القُطن، وَالذَّهب، وَالفضَّة، وَالبَخور، وَالبهارات.[١٣]، وَاعتَبَر الدِّين الإِسلامِيّ امتِلاك الإِبل ثَروةً قَوميَّة لِقول الرَّسول صلَّى الله عليه وسلم: (الإبل عز لأهلها).[١٤]
كَمَا تُعتَبَر الإِبل هِوايَةً مُحبّبة لَدَى العَرب؛ حَيث نَشَأت مُسابقات الهَجن المَشهورَة فِي الجَزيرَة العَربيَّة، وَتتنافس القَبائِل بِامتِلاك مِئات الجِمَال وَكلّ قَبيلة لَها وسمٌ خاصٌ تَضعه عَلى الجِمَال لِتمييزها عَن غَيرها، وَقَد أُطلِقَت أَسماء كَثيرة لأَنواع الوسوم مِنهَا: المقرم والذي يَكون للذّكر بِوَضعِ جِلدَة عَلى أَنفه، وَالحجر الذي يُوسم به الإبل عِند عينيه، والذَّابِح الذي يُوضَع فِي حَلَقِ البعير، وَالخرمش الذي يَأخذ شَكل البَكَرَة وَيوضَع عَلى جِلد الإِبل، وَالحَزَز الذي يُوضَع بِاستخدام الشَّفرَة عَلى فَخذِ الإِبل، وَالكعام بِرَبطِ فَمِ الإِبل عِند هَيجانِه.[١٥][٧]
المراجعالمقالات المتعلقة بماذا يسمى صغير الناقة