البحر الأحمر من البحور المهمة التي تقع على الجزء الكبير المُتصدع، وتصل مساحته إلى 438,000كم²، وطوله إلى 2,250كم، وهو يُعد مدخلاً لمياه البحر الهندي الواقع بين أفريقيا وآسيا، ويحده من الشمال شبه الجزيرة العربية، وخليج السويس، وخليج العقبة، وهو يشتمل على أكثر من ألف نوع من اللافقاريات، ومئتي نوع من الشعاب المرجانية الصلبة واللينة، وسنعرفكم في هذا المقال على اسم البحر الأحمر قديماً وتاريخه.
أُطلق على البحر الأحمر قديماً اسم (بحر القلزم)، وسُمي بذلك بسبب غرق فرعون وأتباعه به، فمعنى القلزم المقلوب وهو مُشتق من (الزلقم) أي البحر، والقُلزمة هي ابتلاع الشيء، وفيما بعد أُطلق عليه اسم البحر الأحمر، واشتق هذا الاسم من قبيلة (حمير) التي كانت تُقيم في اليمن، وقد رأى بعض العلماء أنّ الأحمر هو اسم يُشير إلى اتجاه الجنوب، حيث تستعمل بعض اللغات الآسيوية الألوان من أجل التعبير عن الاتجاهات.
يُعد القدماء المصريين أول من قاموا برحلة استكشاف إلى البحر الأحمر، حيث كانوا يسعون إلى إنشاء الطرق التجارية إلى بلاد البونت، وتمت إحدى هذه الرحلات في 2500 قبل الميلاد، والأخرى في 1500 قبل الميلاد، وكانتا على طول البحر الأحمر، ويُقال إنّ البحر الأحمر هو البحر الذي رمت أم موسى ابنها به عندما خافت عليه من بطش فرعون، كما عبر البحر نبي الله موسى برفقة قوم إسرائيل.
في القرن السادس قبل الميلاد أرسل داريوس الأول بعثات استطلاع إلى البحر الأحمر من بلاد فارس، وقد وسع نطاق التنقل من خلال تعيين أماكن الكثير من الصخور الخطيرة، والتيارات المائية، وبنى قناة بين النيل، والجهة الشمالية للبحر الأحمر بالقرب من مدينة السويس.
في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد بعث الإسكندر الأكبر برحلات يونانية بحرية لأسفل البحر الأحمر من جهة المحيط الهندي، وجمعوا المعلومات، والبيانات التي استنتجوها نحوه، وكان هذا البحر هو المفضل للتجارة الرومانية مع الهند، وكان ذلك منذ بداية عهد الإمبراطور أغسطس وقت تحكم الإمبراطورية الرومانية بالبحر المتوسط، ومصر، وشمال البحر الأحمر، وفي العصور الوسطى أصبح البحر الأحمر طريقاً ضرورية لتجارة التوابل، وفي عام ألف وخمس وثلاثة عشر فرض ألفونسو دي ألبوكيرك حصاراً على منطقة عدن من أجل تأمين طريق إلى البرتغال، لكنه تراجع عن ذلك، وطاف البحر داخل باب المندب، وكان أول من أبحر به هو الأسطول الأوروبي.
المقالات المتعلقة بماذا سمي البحر الأحمر قديماً