لماذا نشتاق لمن نحب

لماذا نشتاق لمن نحب

يعتبر الشوق إلى الحبيب من علامات المحبة التي تظهر على المحب ، فالإنسان يحب إنساناً تراه يحمل الكثير من المشاعر والأحاسيس الجميلة اتجاهه ، ومن بين تلك المشاعر الشوق وتذكر الحبيب ، لذلك نرى المحبين دائماً يقفون على أطلال الحبيب التي تذكرهم به وتشوقهم إليه ، كما أن رؤية المحب لأشياء تعود لحبيبه أو تلمسها تكون كفيلة بإيقاد نار الاشتياق إلى حبيبه ، والشوق إلى الحبيب يبدأ منذ لحظة غيابه عن المحب ، فترى المحب يذكر صورته دائماً ويتمثلها أمامه ، وقد يجسد صورته ويتكلم معه ليعبر عن محبته واشتياقه إليه ، فللشوق حقيقة لذة في قلوب المحبين عجيبة تسمو بنفوسهم وتعلو ويشعرون بمشاعر الشوق وكأنهم طير يحلق حول منزل الحبيب لا يغيب عنه ، وقد ورى التاريخ قصص المحبين المشتاقين وكيف كانوا يحملون مشاعر الحب المتوقدة في نفوسهم اتجاه من يحبون ، وإن الشوق من حيث أنه من علامات المحبة والعشق له أسباب يعرفها كل من ذاق طعم الحب ومر به ، فما هي تلك الأسباب ؟.

يدرك المحب أنه بملاقاة حبيبه ورؤيته ومحادثته تتحقق له رغبات نفسه وشوقه إلى حبيبه ، فالشوق لملاقاة الحبيب هو حاجة لا يستغني عنها المحبون ، لأنّ الشوق تصنعه مشاعر الحب والشوق ، ويزيد هذا الشوق عندما يبتعد المحب عن حبيبه ، ولا تسدّ رمق النفس وعطشها واشتياقها للحبيب إلا من خلال اللقاء ، فنحن نشتاق لأننا نرغب بلقاء الأحبة ، لذلك ترى الوالد المحب لأولاده حين يغيب عنهم لسفر وعمل يولد في نفسه في بلاد الغربة مشاعر الاشتياق الكبيرة للقاء ابنائه ، تراه يتنظر بفارغ الصبر اللحظة التي يرجع فيها إلى أولاده ليحتضنهم ويضمهم إليه ، وإن ما يحمله على هذا الإشتياق إداركه أن نفسه لا تكتمل بدون وجود أولئك الناس الذين يكملون حياته ويجملونها باستمرار ، كما أن الإنسان يشتاق لحبيبه لأنه يدرك أنه أكثر الناس قرباّ إليه ، وهو أكثر الناس استماعاّ إليه حيث يبث همومه ومشاكله ، كما أن الحبيب هو الناصح الأمين لحبيبه ، وهو القادر على إعطاءه المشاعر والحب الذي يروي ظمأ نفسه ، فقد يجتمع الإنسان بأناس كثيرين ولكن لا يشعر بالاشتياق نحوهم لأنه لم يحمل مشاعر المحبة الصادقة نحوهم ولم يتبادلها معهم يوماّ ، فبإدارك معنى المحبة بين المحبين يدرك المرء الإجابة على سؤال ، لماذا نشتاق لمن نحب .

المقالات المتعلقة بلماذا نشتاق لمن نحب