علم الأحياء أو البيولوجيا هو علم لدراسة الكائنات الحية وطبيعتها وصفاتها وطرق عيشها وأنواعها، وهو علم واسع جداً ومتنوع؛ فهو يدرس الكائنات الحية الدقيقة جداً مثل البكتيريا، والكائنات الضخمة جداً كالحيتان. يهتم علم الأحياء بجميع الكائنات الحية وأعضائها وتصنيفها وسلوكها.[١] ولم يقف عند هذا الحد، بل درس كيفية ظهور هذه الكائنات للوجود والعلاقات فيما بينها وبين بيئتها.
يعتبر علم الأحياء واحدة من الدراسات الأساسية الثلاثة للعلوم الذي يشمل كل من: علم الكيمياء الذي يدرس أنواع مختلفة من المواد وجزيئاتها، وعلم الفيزياء الذي يُعنى بدراسة الأجسام الطبيعية غير الحية، وأخيراً علم الأحياء الذي يهتم بالكائنات الحية، إلا أنّ لعلم الأحياء صلاتٍ وثيقة بالعلوم الأخرى حيث يتّصل بالكيمياء صلة وثيقة ولهما علم مشترك وهو الكيمياء الحيوية، كما يتصّل بالجيولوجيا، ويعتمد الأحياء على الجيولوجيا باكتشاف أعمار المُستحاثّات المكتشفة لتحديد الزمن الجيولوجي التي كانت تعيش فيه.[١] أما الصيدلة فيرتبط به ارتباطاً جيّداً لمعرفة الأعراض الجانبية للأدوية، وطرق انتشارها في الجسم وغيرها كثير، وأخيراً ارتباطه بالطب حيث لا يمكن لأي طبيب أن يكون طبيباً إلا بدراسة علم الأحياء.
التسميةالبيولوجيا (بالإنجليزية: biology) اسم مُكوّن من شقّين: بيو (بالإنجليزية: bio) ومعناها الحياة، ولوجيا (بالإنجليزية: logy) وتعني العلم أو الدراسة. يُعتَقَد بأن كارل فريدريك بورداك أول من قدم المصطلح سنة 1800.[١]
أهمية علم الأحياءيتسائل البعض لماذا ندرس الأحياء؟ الأحياء ليس علماً تكميلياً، وإنما علماً رئيسياً لأنه يهتم بما يأتي:
علم الأحياء هو من أكثر العلوم تنوّعاً واتّساعاً، لذلك ينقسم لعدة أقسام أهمها:
مرّ علم الأحياء كغيره من العلوم في عدّة مراحل، وهي:
العصور القديمةبدأ الاهتمام بعلم الأحياء منذ عصور ما فبل الميلاد وكان الهدف من دراسته معرفة أصل الإنسان ومكوناته، فبدأ العالم الإغريقي ديمقرطوس بوضع مبدأ أن كل شيء يتكوّن من جزيئات صغيرة ومنها الكائنات الحية (يقصد الخلايا)،[٣] كما حاول الفيلسوف أرسطو تصنيف الكائنات الحية ومعرفة وظائف أعضائها عن طريق التشريح وألف كتباً عن ذلك. وبدأت دراسة النباتات للاستفادة من ذلك في زيادة محاصيلهم الزراعية، فقد بدأ سكان ما بين النهرين قبل 4000 سنة كيفية تلقيح النخيل. كما تميز الفراعنة بدراسة علم التشريح ووضائف الأعضاء.[١]
العصور الوسطىتطور علم الأحياء في العصور الوسطى بالوطن العربي، حيث بدأ العرب بترجمة العلوم من الإغريق، ومن أبرزهم الجاحظ حيث قام بتأليف كتاب (الحيوان). واهتم ابن رشد اهتماما كبيرا بالأحياء وقام بتشريح العين.[٤] أما في أوروبا تم الاهتمام بلائحة التاريخ الطبيعي من عدة علماء، مثل: هايدغارد بنجين، وألبيرتوس ماغنوس، وفريدريك الثاني.
العصور الحديثةفي القرن السابع عشر كان أكثر الإهتمام موجهاً نحو تصنيف الكائنات الحية، وكان من أبرز علماء التصنيف هو كارلوس لينيوس. وفي نفس القرن قام روبرت هوك باكتشاف الخلايا بمساعدة المجاهر وكان أول من استخدم كلمة خلية. وفي القرن التاسع عشر وضع العالم النمساوي مندل أُسُس علم الوراثة ونهض به، كما ظهر العالم تشارلز داروين الذي كتب كتاب (أصل الأنواع) سنة 1859 ليظهر علم التطور بعدها للوجود.[٥] أما في عصرنا الحالي فقد ظهرت التقنيات الحيوية وارتباط الأحياء بالتكنولوجيا، ممّا أدى لتطورها بشكل كبير جداً. وظهر للوجود أحدث أقسام علم الأحياء وهو علم الأحياء الفلكي والذي يدرس إمكانية وجود حياة خارج كوكب الأرض.[١]
أشهر علماء الأحياءمن أشهر علماء الأحياء ما يأتي:
داروينتشارلز روبرت داروين ولد عام 1809 في انجلترا، وهو عالم بيولوجيا شهير صاحب نظرية التطور، التي تقول بأن الإنسان والحيوان ذات سلف مشترك، كان أبوه طبيباً، ودرس الطب في جامعة أدنبره عام 1825، كما درس علم اللافقاريات، وتوفي عام 1822.
باستورلويس باستور ولد عام 1822 في فرنسا، كيميائي وبيولوجي فرنسي، وواحد من أهم مؤسسيّ علم الأحياء الدقيقة الطبية، قام كذلك بدراسة التماثل الجزيئي، ووضح العلاقة بين الكائنات الحية الدقيقة وأسباب التخمّر، كما اكتشف ما يسمى بالبسترة. كان موهوباً في الرسم والتصوير، حصل على درجة البكالوريوس في كل من الآداب والعلوم، كما وحصل على درجة متقدمة في العلوم الفيزيائية، ثم نال شهادة الدكتوراه في العلوم، ثم عُيِّنَ أستاذاً للفيزياء، ثم أستاذاً للكيمياء في جامعة ستراسبورغ، توفي لويس باستور عام 1895.[٦]
ابن النفيسابن النفيس (مواليد دمشق 1288 م) عالم أحياء وطبيب عربي، وهو مكتشف الدورة الدموية الصُّغرى كما أنه مُختصّ بعلم وظائف الأعضاء. وقام بتأليف العديد من الكتب في التشريح والطب والفلسفة، كما قام بشرح كتب ابن سينا التي اختصّت بالتشريح.[٧]
المراجعالمقالات المتعلقة بلماذا ندرس علم الأحياء