فرض الله تعالى الصيام على المسلمين في شهر رمضان المبارك، الشهر التاسع من السنة الهجرية، هذا الشهر هو شهر الخير والبركة التي تحل على المسلمين، وهو شهر عظيم، ضاعف الله تعالى فيه الأجر للناس، وهو شهر العبادات، ولا شك أن العبادة الأبرز فيه هي عبادة الصيام، فالصيام ركن من أركان الشريعة المحمدية، فرضه الله تعالى على أتباع هذه الرسالة وجاء في باقي الرسالات ولكن بأشكال مختلفة غير صيامنا نحن، والله تعالى لا يفرض أي شيء عبثاً – حاشاه عن ذاك – ولكن كل شيء عنده بمقدار دقيق ، وكل شيء بحكمة، وحكمة الصيام أيضاً عظيمة جداً وتتجلى فيما يلي:
- فرض الله تعالى الصيام على المسلمين أتباع الرسالة المحمدية رحمة بهم، فأجر الصيام وثوابه على الله تعالى وحده، فهو الذي سيجزي به، لذا فلم يشر الله تعالى إلى أجره وتركه مفتوحاً فلا أحد يعلم مقدار الأجر الذي سيجزي به الله تعالى الإنسان، وهذا لم يأت من فراغ، بل بسبب طبيعة هذه العبادة، فجميع العبادات يمكن المراءاة فيها إلا الصوم فهو خالص لوجه الله تعالى، فالإنسان قد يخدع جميع من حوله ويوهمهم انه صائم وهو في حقيقة الأمر عكس ذلك.
- الصيام دورة أخلاقية بامتياز، فمن شروط الصوم أن يبتعد الإنسان عن الرذائل من الأعمال، ومن هنا كانت عظمة الصوم في أنه يعمل على تهذيب النفس الإنسانية، ويعمل على إضافة لمسة أخلاقية جميلة تجل مقداره عند الله وبين الناس.
- الصيام فترة ممتازة ليغيّر الإنسان من عاداته السلبية التي تسيطر عليه، وكم من الناس تغيروا رأساً على عقب بمجرد دخول شهر رمضان المبارك، إذ أن الصوم يمنع الإنسان عن الكثير من الأمور السلبية فمثلاً يمكن استغلال رمضان في الإقلاع عن التدخين وفي الإقلاع عن شرب الكحول، وفي ضبط غرائز النفس الجنسية وغريزة الأكل والشرب.
- يعلم الصيام الصبر للمسلمين ويجعلهم يشعرون بالفقراء من حولهم ومن يعيشون بينهم ومن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وعانوا الأمرين في سبيل مجابهة ظروف الحياة ومآسيها التي أحاطت بهم.
أما شهر رمضان فهو شهر القرآن الكريم حيث نزل القرآن الكريم فيه على الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم -، وهو شهر مبارك وأفضل شهور السنة عند الله تعالى، وزادت بركة هذا الشهر بعدما فرض الله تعالى الصوم فيه.