فضلها صلاة الليل هي عبادةُ المحبين لربهم، يناجونه بعيداً عن مخلوقاته، في وقت نام فيه النيام، إلا هم قاموا بين يديه سبحانه، فأثنى عليهم بكتابه العزيز ،فكانت صلاة الليل شرفا للمؤمن، وهي سنة مؤكدة ،فيها فضل عظيم، فكما ورد عن ابن عمر رضي الله عنه حين عبر له النبي عليه السلام رؤيا له قال نِعْمَ الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل .
كيفيتها جاء التفصيل بصلاة الليل على انها تصلى ركعتان ركعتان، على الإطلاق، ولكننا سَنُبَيِن الصفة التي كان يصلي بها رسول الله عليه الصلاة والتسليم، فَهَدْيُه خير الهدى، ولقد كان لنا فيه أسوة حسنة، بأبي وأمي هو، حيث كان يصليها احدى عشرة ركعة، ولا يزيد عليها ،و بأكثر من كيفية.
- أن تُصلى ركعتان يسلم بين كل منها، ويوتر بواحدة
- أن يُصلي أول ركعتين من دون اطالة، ويصلي بعدها ركعتين طويلتين جدا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي بعدها ركعتين، اقل طولا، ثم اللتين بعدها أقل من سابقتهما، ثم اللتين بعدها أقل وأخف، ثم يوتر بواحدة .
- أن يُصلي ثماني ركعات، يفصل بين كل ركعتين بسلام، ثم يصلي بعدها خمس ركعات، يوتر بها مرة واحدة، ويسلم في الخامسة منها .
- أن يصلي أربع ركعات مرة واحدة، ثم يصلي بعدها أربع ركعات، ثم يصلي بثلاث ركعات يوتر بها من غير تشبيهها بصلاة المغرب .
- أن يُصلي تسع ركعات يجلس في الثامنة منها، ويتشهد ويصلي على النبي، ولا يُسَلِمُ، بل يقوم للتاسعة يوتر بها، ثم يصلي ركعتين وهو جالس .
- أن يُصلي تسع ركعات، ولا يجلس الإ في السادسة منها، فيتشهد ويصلي على النبي، ولا يُسَلِمُ، بل يقوم ويوتر بما بقي، وهذا من قوله عليه السلام، من شاء فليوتر بخمس ،ومن شاء فليوتر بثلاث، ومن شاء فليوتر بواحدة ،حيث جاز له الجلوس في الثالثة والخامسة من غير تشبيه لها بصلاة المغرب .
- ثم في آخر ركعة من صلاته يدعو بدعاء القنوت، قبل الركوع أو بعده، فكلاهما ثابت عنه عليه السلام، وخير ما يدعى به ما علمه لحفيده الحسن بن علي رضي الله عنه ،فهو من جوامع كلمه عليه السلام، وهي صيغة جامعة لكل الدعاء وفضله، ((اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذلّ من واليتَ، ولا يعزّ من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، لا منجا منك إلا إليك))