لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم

لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم


تسمية سُورة الفاتحة

كلمة الفاتحة في لغة العرب هي من الفعل فَتَحَ أي ابتدأ، والفاتحة هي أوّل كلِّ شيءٍ؛ لذلك سُميت هذه السُّورة الكريمة باسم الفاتحة أو فاتحة الكتاب لكونه أي القرآن الكريم افتُتح بها، وهي أوَّل ما يكتبه الكاتب للمُصحف الشَّريف، وأوّل ما يتلوه التَّالي من الكتاب العزيز عند قراءة التِّلاوة، وأوّل ما يفتتح بها المسلم صلاته، وهي واجبةٌ في كُلِّ ركعةٍ من ركعات الصَّلاة سواءً كانت فريضةً أم نافلةً أم راتبةً؛ فلا صلاة بدون فاتحة الكتاب.

سُورة الفاتحة ليست أوّل ما نزل من القرآن الكريم على النّبي صلى الله عليه وسلم، واختُلِف في مكان نزولها فقيل مكيّةٌ، وقيل مدنيّةٌ، ولم يُذكر سبب محدد لنزولها من قبل أهل العلم والتفسير، وقد حملت سُورة الفاتحة العديد من التَّسميات ومنها: أمُّ الكتاب، والسَّبع المثاني، وسُورة الحمد، وسُورة الصَّلاة، وسُورة الواقية، وهذه السورة أفضل سورة نزلت في جميع الكتب السماوية بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: "ما أنزل الله عز وجل في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن".

 

في رحاب سورة الفاتحة

  • وردت الكثير من الأحاديث النَّبويّة الصَّحيحة في فضل سورة الفاتحة، وأنّ من تداوى بها تكفيه، وأنّ النَّبي صلى الله عليه وسلم أوتي نوريّن هما: سُورة الفاتحة، وخواتيم سورة البقرة لم يُعطيا لأيّ نبيٍّ من قبله.
  • اشتملت السُّورة على ذِكر اسمين من أسماء الله تعالى مشتقين من الرَّحمة وهما الرَّحمن والرَّحيم؛ للدَّلالة على عظيم رحمة الله في خلقه بأوّل سُورة يقرأها المسلم كلّ يوم على الأقل سبع عشرة مرَّةً في صلاته المكتوبة.
  • حمد الله والثَّناء عليه بما هو أهلٌ له؛ لأنّه مستحقٌ للحمد ولو لم ينعم على الخلق بأيٍّ من آلائه العظيمة.
  • إثبات صفة الرُّبوبيّة لله تعالى؛ فهو ربُّ العالمين جميعًا وقيل المقصود بهم من يمتلكون العقل من خلقه وهم: الإنس، والجنّ، والملائكة، والشَّياطين.
  • إثبات الحساب والجزاء يوم الدِّين للعباد.
  • وجوب عبادة الله تعالى وحده وإفراده بها دون شريكٍ أو وسيطٍ، وكذلك صرف جميع أشكال العبادات لله وحده وعلى رأسها الاستعانة؛ فنستعين بالله على عبادته وطاعته، وتستعين به على قضاء الحوائج والرَّغبات.
  • وجوب طلب الهِداية من الله تعالى، ووجوب لزوم الصِّراط المستقيم الذي لا اعوجاج فيه في الدُّنيا بلزوم أوامر الله واجتناب نواهيه، وكذلك الطَّلب من الله بمزيدٍ من الهداية للثَّبات على الصِّراط يوم القيامة، وأنْ يكون العبد مع الزُّمرة التي تَفضّل الله عليهم بنعمائه وهم: الأنبياء، والصِّديقون، والشُّهداء، والصَّالحون، وألَّا يكون العبد من زُمرة الضَّالين- وهم النَّصارى- ولا المغضوب عليهم- وهم اليهود-؛ فكلاهما أتاهما الحقّ وعرفوه حقّ المعرفة لكنَّهم اجتنبوه واعتزلوه.
  • اختتام السُّورة بالتأمين أي قول: آمين ومعناها: اللهم استجب لنا، وهي نعمةٌ حسد اليهود المسلمين عليها، قال صلى الله عليه وسلم:" ما حسدتكم اليهود على شيءٍ ما حسدتكم على السَّلام والتَّأمين".

 

المقالات المتعلقة بلماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم