سبب نزول سورة الفرقان

سبب نزول سورة الفرقان

سورة الفرقان

أنزل الله سبحانه على نبيّه محمّد عليه الصّلاة والسّلام القرآن الكريم الذي كان معجزة الإسلام الخالدة إلى قيام السّاعة، وقد شاءت حكمة الله سبحانه وتعالى أن تتنزّل سور القرآن وآياته منجّمة أي متفرّقة بحسب الظّروف والمناسبات.

كما نزلت السّور والآيات في فترتين من فترات الدّعوة الإسلاميّة وهما الفترة المكّيّة التي نزلت فيها سور وآيات ركّزت على أمور العقيدة والإيمان، والفترة المدنيّة عندما كان النّبي الكريم في المدينة المنوّرة حيث نزلت سورٌ وآيات سمّيت بالسّور المدنيّة واشتملت على الأحكام والتّوجيهات الرّبانيّة التي ناسب نزولها مرحلة بناء الدّولة الإسلاميّة، ومن بين السّور المكّيّة سورةٌ عظيمة فيها الكثير من الفوائد والعبر والدّروس، فما هو سبب نزول هذه السّورة ؟ وما هي أبرز الدّروس المستفادة منها ؟

سبب نزول سورة الفرقان

منذ أن بعث الله نبيّه محمّد عليه الصّلاة والسّلام بالرّسالة وكفّار قريش يكيدون ضد هذا الدّين العظيم وضدّ أهله، وقد تزعّم كفّار قريش عدداً من الصّناديد الذين لاقى منهم المسلمون شتى أنواع العذاب والأذى، وبرز من بينهم رجلٌ اشتهر في قومه بالكرم والجود اسمه عقبة بن أبي معيط.

كان عقبة ذا حظٍ في قومه ومكانته، وقيل أنّه كان لا يرجع من سفرٍ إلاّ وقام بتحضير موائد الطّعام ودعا إليها أشراف مكة ورجالاتها، وفي يومٍ من الأيّام وبينما كان عقبة قافلاً من سفرٍ له، دعا وجهاء قريش كلّهم ولم يستثن منهم أحداً، ومن بين من دعاهم نبي الله محمّد عليه الصّلاة والسّلام، وقد تلقّى النّبي الكريم طلب الدّعوة بالرّفض.

عندما راجعه عقبة في ذلك قال له النّبي: لا ألبّي دعوتك حتّى تسلم، ولأنّ عقبة لا يحبّ أن يغيب عنه أحدٌ من أشراف مكّة فقد أظهر إسلامه للنّبي، فما كان من النّبي إلا أن لبّى دعوته، وعندما سمع بذلك أبيّ بن خلف و كان من رجالات قريش وصديقاً مقرّباً من عقبة، حلف أن لا يراه ولا يلتقي به حتّى يكفر ويلتقي بالنّبي فيسبّه ويطأ عنقه، وقد فعل اللّعين ذلك إرضاءً لخليله الكافر.

أنزل الله فيه الآيات الكريمة في سورة الفرقان، وفيها قوله تعالى: ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً )، وقد قتل عقبة بعد ذلك في غزوة بدر، وقتل خليله الكافر أبي بن خلف في غزوة أحد.

المقالات المتعلقة بسبب نزول سورة الفرقان